05 ديسمبر 2025

اقتحمت مجموعة مسلحة تابعة لقوة التدخل والسيطرة مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، مما أثار قلقاً واسعاً، وادعت الحكومة أن الحادث “خلاف شخصي”، بينما وصف مجلس النواب الاقتحام بأنه “عمل عدائي” ودعا لتحقيق عاجل.

شهدت العاصمة الليبية طرابلس يوم الأربعاء حادثة أمنية خطيرة تمثلت في اقتحام مجموعة مسلحة لمقر المؤسسة الوطنية للنفط، مما أثار موجة من القلق والاستنكار في الأوساط السياسية والاقتصادية الليبية.

وفقاً لشهود عيان ومصادر أمنية، قامت قوة مسلحة تتبع “قوة التدخل والسيطرة” التابعة لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة مصطفى البشة باقتحام المقر الرئيسي للمؤسسة الوطنية للنفط.

ووفقاً للرواية، وصلت المجموعة في مركبات عسكرية رباعية الدفع تحمل شارات “مجلس الوزراء – إدارة المهام الخاصة”، وسيطرت على الطابق الخامس الذي يضم مكتب رئيس مجلس الإدارة لمدة تجاوزت الساعة والنصف.

وأفاد موظفون بالمؤسسة أن الحادثة تسببت في حالة من الذعر بين العاملين، مما دفع العديد منهم إلى مغادرة مكاتبهم خوفاً من أي تطورات أمنية. بينما تباينت التفسيرات حول دوافع الاقتحام بين من وصفه بـ”محاولة فرض عقود وإتاوات” وآخرين رأوا فيه “استعراضاً للقوة يحمل رسائل سياسية واقتصادية”.

في رد فعل رسمي، نفت حكومة الوحدة الوطنية وقوع أي اقتحام، واصفة ما حدث بأنه “خلاف شخصي محدود في منطقة الاستقبال” تم احتواؤه دون تأثير على سير العمل.

كما أصدرت المؤسسة الوطنية للنفط بياناً وصف الحادثة بأنها “خلاف بسيط تمت معالجته فوراً”، مؤكدة استمرار عملها بشكل طبيعي.

غير أن مجلس النواب الليبي أصدر بياناً مناقضاً وصف الحادثة بـ”الهجوم غير القانوني”، مؤكداً أن ثلاث مركبات عسكرية مسلحة اقتحمت المقر في عملية اعتبرها “عملاً عدائياً مستهجناً”.

وطالب المجلس بفتح تحقيق فوري واستدعاء الموظفين للإدلاء بشهاداتهم، كما اقترح دراسة نقل مقر المؤسسة إلى مدينة أكثر استقراراً.

وتصاعدت حدة الأزمة بتوجيه مجلس النواب نداءً للمجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة للتدخل، معتبراً أن حكومة عبد الحميد الدبيبة “منتهية الولاية وسيئة السمعة”.

يذكر أن قطاع النفط الليبي يشكل العمود الفقري للاقتصاد الوطني، حيث تساهم عائداته بأكثر من 95% من موارد الدولة. وتأتي هذه الحادثة في ظل انقسام سياسي حاد بين حكومتين متنافستين وغياب تسوية سياسية شاملة.

المحللون السياسيون يحذرون من تداعيات هذه الحادثة التي تعكس هشاشة الوضع الأمني واستمرار نفوذ الجماعات المسلحة، معربين عن مخاوفهم من تكرار مثل هذه الأحداث ما لم تتخذ إجراءات عاجلة لتعزيز سلطة الدولة وإنفاذ القانون.

ويبقى المشهد الليبي محكوماً بتضارب الروايات وتصاعد حدة الاستقطاب، مما يزيد من تعقيد الأزمة السياسية والأمنية التي تعاني منها البلاد منذ سنوات، ويهدد مستقبل مؤسساتها الحيوية واقتصادها الوطني.

الأمم المتحدة.. الشعب السوداني “عالق في جحيم” من العنف

اقرأ المزيد