05 ديسمبر 2025

قتلت صانعة المحتوى الليبية خنساء مجاهد مساء أمس الجمعة متأثرة بإصابتها بالرصاص، بعدما أمطر مسلحون مجهولون سيارتها بالعيارات النارية في منطقة السراج غرب العاصمة طرابلس، في جريمة هزت الرأي العام وأعادت إلى الواجهة ملفّ العنف المسلح واستهداف الناشطات.

ووقعت الحادثة بينما كانت مجاهد داخل سيارتها، قبل أن تتعرض لوابل من الرصاص، وأظهرت مقاطع فيديو تداولها مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي الزجاج الأمامي للسيارة مثقوبا بعدة طلقات، فيما ظهرت الشابة ممددة على الأرض وقد فارقت الحياة متأثرة بجراحها، في وقت لا تزال فيه هوية المنفذين ودوافع الهجوم غير معروفة رسميا حتى الآن.

وبحسب شهادة أحد الحاضرين، حاولت خنساء مغادرة السيارة لحظة بدء إطلاق النار، إلا أنّها أصيبت قبل أن تتمكن من الهرب، في حين بقي محرك السيارة في حالة تشغيل لفترة بعد مقتلها.

ومن جهتها، أوضحت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان أن المعطيات الأولية لديها تشير إلى أن عملية الاغتيال قد تكون موجّهة في الأصل لزوجها معاذ المنفوخ، باعتبار أن السيارة المستهدفة كان يستخدمها هو في الغالب، مرجحة تورط عناصر “خارجين عن القانون” مرتبطين بجهاز الأمن العام وتمركزات أمنية تابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في الهجوم.

ودعت المؤسسة، في بيان، إلى فتح تحقيق شامل في ملابسات الجريمة والظروف التي أحاطت بها، مع التأكيد على ضرورة تحديد هوية المتورطين وملاحقتهم قضائيا، محذرة من أن الإفلات المستمر من العقاب يشجع على تكرار مثل هذه الجرائم ويقوّض ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة.

وفي المقابل، أصدر وزير الداخلية عماد الطرابلسي تعليمات مباشرة إلى الأجهزة الأمنية والجنائية ببدء تحقيق موسع في واقعة مقتل خنساء مجاهد، وتشكيل فريق عمل متخصص يتولى جمع الأدلة والمعلومات وتتبع خيوط القضية، مع وضع كل الإمكانيات المتاحة في خدمة جهود البحث عن الفاعلين وتقديمهم إلى القضاء.

وتعد خنساء مجاهد من الأسماء البارزة في مجال صناعة المحتوى على المنصات الرقمية في ليبيا، خاصة وسط النساء، حيث اشتهرت بتقديم محتوى يتعلق بالأزياء والتجميل، إلى جانب إدارتها لمشروع لبيع الملابس النسائية وامتلاكها صالونا للتجميل، كما أنها زوجة معاذ المنفوخ، أحد القيادات البارزين في مدينة الزاوية وعضو سابق في لجنة الحوار السياسي.

وفد ليبي يبحث في موسكو تعزيز التعاون البرلماني والرقابي مع روسيا

اقرأ المزيد