05 ديسمبر 2025

تشهد مالي تصاعدا خطيرا في حدة الاضطرابات الأمنية بعد سلسلة من الاغتيالات والكمائن التي نفذتها جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة، تزامنا مع أزمة وقود خانقة أدت إلى شلل واسع في حركة النقل والخدمات، وأجبرت بعض الرحلات الجوية الإنسانية على التوقف بسبب نقص الكيروسين.

وبحسب مصادر ميدانية وشهود فرضت جماعات متشددة، بينها “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” و”جبهة تحرير أزواد” حصارا فعليا على مناطق واسعة في شمال ووسط البلاد، في وقت تصاعدت فيه الهجمات ضد شخصيات دينية وسياسية بارزة.

ومن أبرز التطورات الميدانية، اغتيال عبد الجليل منصور حيدرة، النائب السابق في عهد الرئيس الأسبق إبراهيم بوبكر كيتا، وزعيم جماعة التيجان الصوفية في مالي، بعد تعرض موكبه لإطلاق نار كثيف قرب بلدة كونوبوغو أثناء توجهه إلى العاصمة باماكو.

وأكدت المصادر أن عناصر من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين نصبوا كمينا لسيارة حيدرة، الذي قتل على الفور بينما أصيب عدد من مرافقيه.

وأثار اغتياله موجة غضب في دول غرب إفريقيا، خصوصا في السنغال، نظرا لكونه حفيد الشيخ إبراهيم نياس، أحد أبرز رموز التيجانية في القارة.

ويأتي هذا الاغتيال بعد أشهر من مقتل شخصية صوفية أخرى، ثيرنو أمادو هادي تال، الذي قُتل خلال اشتباك بين الجماعة المتشددة والقوات المالية في يناير الماضي، ما يعكس تصاعد استهداف الجماعات الصوفية التي تُتهم بدعم المجلس العسكري الحاكم في باماكو.

في موازاة ذلك، أدى اعتراض الجماعات المسلحة لشاحنات نقل الوقود القادمة من السنغال وساحل العاج وغينيا إلى شلّ حركة الإمدادات الحيوية في البلاد. وأشارت تقارير محلية إلى أن المئات من صهاريج الوقود دُمّرت أو حُجزت، قبل أن تُحوَّل محتوياتها إلى السوق السوداء بأسعار باهظة.

وقالت مصادر اقتصادية إن الأزمة تسببت في إغلاق شبه تام لمحطات الوقود في العاصمة باماكو وعدد من المدن الكبرى، بينما أعلن الاتحاد الوطني المالي لمحطات البترول والخدمات توقف الإمدادات بالكامل لعدة أيام، داعيًا السلطات إلى “تحمل مسؤولياتها واستعادة التدفقات الطبيعية للمنتجات البترولية”.

ورغم خطورة الوضع، تؤكد مصادر محلية أن اتصالات غير معلنة تجري بين المجلس العسكري الحاكم وقيادات من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في محاولة لرفع الحصار عن الوقود وتخفيف القيود المفروضة على البيع في المناطق الريفية.

كما تسعى باماكو إلى طمأنة المستثمرين والناقلين الإقليميين بعد توقف جزئي لخطوط الإمداد الحيوية، خصوصًا الطريق الرابط بين باماكو وسيغو، الذي شهد قبل أيام كمينًا أودى بحياة زوجة رئيس المحكمة الإدارية وإصابة القاضي نفسه.

قمة حاسمة لـ”إيكواس” لبحث انسحاب مالي وبوركينا فاسو والنيجر من التكتل

اقرأ المزيد