الساحة الفنية في الجزائر شهدت مؤخرا تطورات مثيرة للجدل، حيث قامت السلطات بإيقاف مغنيين بارزين في موسيقى الراي، ما أثار تساؤلات عميقة حول تأثيرات ومستقبل هذا النوع الغنائي الذي يُعرف بتعبيره عن الهموم الشعبية والمواضيع الجريئة.
وبدأت الحادثة بتوقيف الفنان المعروف بـ”الشيخ كيمو” وتلاه الحبيب هيمون، في إطار ما وصفته السلطات بمكافحة “الغناء الهابط”.
ويشير الكاتب والباحث في الشؤون الثقافية، محمد بن زيان، إلى أن “الراي” ليس مجرد فن، بل هو انعكاس للحياة اليومية وتجسيد للتمرد والرغبة في التغيير التي نشأت في ظروف تاريخية معقدة، كما ظهر في سياق الصراع ضد الاستعمار والتغيرات الاجتماعية اللاحقة.
ولا يقتصر الجدل فقط على الاعتقالات، بل يمتد إلى نقاش أوسع حول الدور الذي يمكن أن يلعبه “الراي” في المجتمع. فمن جهة، هناك من يرى أن هذا النوع يمكن أن يرتقي بالكلمة ويتجنب الغوص في مواضيع تعتبر مثيرة للجدل مثل المخدرات والجريمة، بينما يعتبر آخرون أن الجرأة في الطرح هي جوهر التعبير الفني الحر الذي يعكس الواقع بكل تعقيداته.
والشيخ كيمو، المعروف أيضا باسم الشيخ كيمو الوهراني، هو فنان جزائري اشتهر بأدائه في حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية، حيث يقدم عروضا موسيقية حية تمزج بين الموسيقى التقليدية والمعاصرة.
وفي الآونة الأخيرة، تعاون الشيخ كيمو مع الفنان الشاب يوسف في أغنية جديدة بعنوان “MADAHAT”، والتي تم نشرها على يوتيوب قبل حوالي 10 أشهر، وحازت على اهتمام واسع من الجمهور.
يذكر أن الحبيب هيمون هو مغن جزائري اشتهر في ساحة موسيقى الراي، حيث قدم العديد من الأغاني التي لاقت رواجا بين الجماهير. من أبرز أعماله أغنية “نكملها مال” التي حققت انتشارا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي فبراير 2025، أصدر الحبيب هيمون أغنية بعنوان “انتحر عادي”، والتي أثارت جدلا واسعا في الجزائر بسبب محتواها المثير للجدل.