مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب شهدت جدلاً واسعاً، بعد توقيف الأجهزة الأمنية لعدد من المشاركين في حفل زفاف فاخر بمدينة أزغنغان بإقليم الناظور، في عملية أمنية استهدفت تفكيك شبكات مرتبطة بالاتجار بالمخدرات.
ووفقاً لصحيفة “هسبريس”، باشرت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية العملية التي أسفرت عن اعتقال نحو عشرين شاباً في البداية، بينهم العريس الملقب بـ”موسى”، المعروف محلياً بصلته بشبكات تهريب المخدرات في المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أن الحفل وصف بـ”الأسطوري”، واستقطب شخصيات معروفة في مجال الغناء الشعبي، وشهد استعراض سيارات فارهة ومظاهر بذخ مبالغ فيها، كما تداوُل رواد مواقع التواصل مقاطع تُظهر إطلاق أعيرة نارية خلال الموكب، ما دفع السلطات للتدخل الفوري.
وأشارت جريدة “الصباح” إلى أن التحقيقات الأولية أكدت وجود أسلحة نارية غير مرخصة بحوزة بعض المدعوين، الأمر الذي استنفر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حيث تم نقل الموقوفين إلى مقره في سلا لمباشرة التحقيق حول مصدر الأسلحة وطرق إدخالها للحفل.
وأضافت الصحيفة أن التحريات استمرت في اليوم التالي، وأفضت إلى اعتقال 11 شخصاً إضافياً يشتبه في ارتباطهم بالشبكة نفسها، ليصل إجمالي الموقوفين إلى 34 شخصاً.
وأكدت جريدة “الأخبار” المحلية أن هذه العملية تأتي ضمن حملة أوسع لتفكيك شبكات تهريب المخدرات التي تنشط بين شمال المغرب والسواحل الأوروبية، مشيرة إلى أن استغلال مناسبة اجتماعية مثل الزفاف لاستعراض النفوذ يعكس حجم الموارد المالية التي تتحكم بها هذه الشبكات.
وطلبت السلطات القضائية تمديد الحراسة النظرية للموقوفين إلى حين استكمال البحث معهم في قضايا تتعلق بتكوين عصابة إجرامية، وحيازة أسلحة نارية، وغسل الأموال.
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة “المغرب اليوم” إن الرأي العام المحلي انقسم بين من اعتبر المشهد مجرد “حفل مبالغ فيه”، وبين من رأى في تدخل السلطات رسالة واضحة بأن الدولة ترفض استغلال المناسبات الخاصة لتبييض صورة أنشطة غير قانونية، خاصة في منطقة الناظور التي ارتبطت تاريخياً بطرق تهريب المخدرات نحو أوروبا.
إلياس بن صغير.. الجوهرة المغربية التي صدمت الكرة الفرنسية
