05 ديسمبر 2025

يواصل المئات من حاملي شهادة الدكتوراه في تونس اعتصامهم المفتوح أمام مقر وزارة التعليم العالي منذ أكثر من أسبوع، للمطالبة بانتدابهم المباشر ورفض ما يصفونه بـ”العقود الهشة”.

ويؤكد المحتجون أن تجاهل السلطات قد يدفعهم إلى الدخول في إضراب عن الطعام، في وقت يقدر فيه عدد الدكاترة العاطلين عن العمل بنحو سبعة آلاف باحث أكاديمي، بعضهم تجاوزت بطالته عشر سنوات.

الملف الذي ظلّ عالقاً منذ سنوات شهد تصعيداً جديداً بعدما نفذ المعتصمون وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي بالعاصمة، وصفوها بـ”الإنذار الأخير” للسلطات، محذرين من مزيد من الأشكال النضالية إذا تواصلت مماطلة الحكومة في تنفيذ وعودها السابقة بانتدابهم.

ويطالب حاملو الدكتوراه بتشغيلهم الفوري في الجامعات والمخابر الوطنية، مؤكدين أن العقود المؤقتة تمثل “استعباداً مهنياً” لا يليق بالنخبة العلمية للبلاد، وتوضح تنسيقية الدكاترة المعطلين أن الحكومة كانت قد تعهدت بانتداب نحو خمسة آلاف منهم على دفعات، غير أن التأجيل المتكرر دفعهم إلى الاعتصام.

وتقول الباحثة في علم الآثار بية الصغاري، التي افترشت الأرض أمام الوزارة مع العشرات من زملائها: “لقد بلغنا اليوم العاشر لاعتصامنا، ولم نعد قادرين على الانتظار أكثر، نحن نعيش ضغوطات متفاقمة جراء سياسة المماطلة والوعود غير المنجزة”، مضيفة أنها اشتغلت نحو عشر سنوات بعقود عرضية دون أي استقرار مهني.

ويرى المعتصمون أن تصريحات السلطات تضاربت بشأن أعداد الدكاترة العاطلين والشغورات الجامعية، ما زاد من فقدانهم الثقة في التعهدات الرسمية.

ويشير الدكتور عبد الله الحزقي إلى أن “حجة الأزمة المالية غير مقنعة”، موضحاً أن “الاعتمادات التي تصرف على الساعات الإضافية والعقود العرضية تكفي لتسوية الملف بنصف الميزانية”.

كما اعتبر أن غياب الشفافية في المناظرات الجامعية فاقم الأزمة، مستشهداً بملف جامعة صفاقس حيث احتفل أحد المخابر بنجاح ستة من أعضائه قبل الإعلان الرسمي عن النتائج بعد أشهر.

ويحذر المعتصمون من أن استمرار الوضع قد يدفع إلى “هجرة جماعية” للكفاءات الجامعية نحو الخارج، في وقت تحتاج فيه تونس بشدة إلى خبراتهم في البحث العلمي والتعليم، خاصة مع التحديات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

وكان الرئيس قيس سعيّد قد تعهّد في فبراير الماضي بتسوية جذرية للملف وتوفير ما لا يقل عن خمسة آلاف موطن شغل في مرحلة أولى، لكن المعتصمين يعتبرون أن غياب التنفيذ جعلهم يشككون في جدية هذه الوعود.

ورغم تواصل الاعتصام، لم يصدر أي رد رسمي من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فيما فشلت محاولات الإعلام في الحصول على تعليق رسمي.

ويأتي هذا الاحتقان في سياق اقتصادي واجتماعي صعب، إذ بلغت نسبة البطالة 16.9% في الربع الثاني من 2025، بينما تتجاوز نسبة البطالة في صفوف حاملي الشهادات العليا 24%، وفق أرقام المعهد الوطني للإحصاء.

المعارضة التونسية تطالب باحترام الحريات

اقرأ المزيد