النيران تندلع في مصفاة الجيلي، أكبر منشأة لتكرير النفط في السودان، جراء القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما تسبب في تصاعد دخان أسود كثيف فوق العاصمة الخرطوم.
وتقع المصفاة، التي تديرها الحكومة السودانية بالشراكة مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية، على بُعد 60 كيلومتراً شمال الخرطوم.
ورغم تعرضها لهجمات متكررة منذ إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها عليها في أبريل 2023، إلا أنها بقيت سليمة نسبياً حتى اندلاع الحريق الخميس الماضي.
وتشير التقارير إلى أن قوات الدعم السريع أقامت حقول ألغام حول المصفاة لإبطاء أي تقدم عسكري.
وأظهرت بيانات أقمار صناعية تابعة لوكالة “ناسا” أن الهجوم تسبب في اندلاع حرائق في أنحاء المجمع النفطي، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية والاقتصادية في السودان.
وفي غضون ذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن “قلقه البالغ” إزاء التصعيد الأخير، خاصة في محيط مصفاة الجيلي والفاشر بدارفور.
ودعا الأطراف المتحاربة إلى الالتزام بالقانون الدولي، وحماية المدنيين والبنية التحتية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
كما شدد غوتيريش على ضرورة وقف الأعمال العسكرية فوراً عبر حوار شامل، مشيراً إلى أن الحل المستدام للصراع لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية سياسية يقودها السودانيون.
ويواصل المبعوث الأممي الخاص إلى السودان، رمضان لعمامرة، محادثاته مع الأطراف المعنية لتهدئة التوتر وتعزيز الحوار، في محاولة لإنهاء النزاع الذي اندلع في أبريل 2023، وأسفر عن آلاف القتلى والجرحى، وتسبب في موجات نزوح واسعة وأضرار جسيمة بالبنية التحتية.