تتواصل فوضى الميليشيات في غرب ليبيا ما بين اشتباكات فيما بينهما في إطار صراعها على السلطة، أو هجومها على كل من يطالب بحلها وإنهاء حالة الفوضى الأمنية.
وشهدت مدينة الجميل الواقعة على بعد 100 كلم إلى الغرب من العاصمة الليبية طرابلس، اشتباكات مسلحة بين أهالي المدينة ومجموعات من مدينة الزاوية، مما أسفر عن إصابة نحو 10 أشخاص وإشعال النيران في الممتلكات وسيارات المواطنين.
وجاء ذلك عقب إعلان أهالي وبلديات الجميل والمنشية ورقدالين وزلطن، دخولهم في اعتصام كامل بجميع المؤسسات المدنية وقفل جميع منافذ مدنهم، حتى تضع وزارة الداخلية حلا عاجلا ونهائيا للتشكيلات المسلحة غير المنضبطة وما يحدث من تجاوزات أمنية.
وخرج الأهالي في مظاهرات حاشدة مطالبين بخروج التشكيلات المسلحة، مرددين هتافات رافضة للميليشيات ورافعين لافتات كتب عليها “الجميل لن تنحني للميليشيات”، ومطالبين بتطبيق القانون وإعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة.
وفي هذا السياق، التقى النائب العام الليبي الصديق الصور، بوفد من مدينة الجميل، على رأسه عميد البلدية ومدير الأمن وحكماء المدينة وأعيانها، بحضور المحامي العام في نطاق محكمة استئناف الزاوية.
وأطلع الوفد النائب العام، على ملابسات الحوادث التي شهدتها المدينة خلال الأسبوع الجاري، مؤكدا على ضرورة ملاحقة مرتكبي الاعتداءات.
وبدورها، حملت كتلة التوافق الوطني بمجلس الدولة الاستشاري، حكومة “الوحدة الوطنية” المنتهية ولايتها، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مسؤولية الانفلات الأمني في مدينة الجميل، ولفتت في بيان لها إلى أنه طال بيوت المواطنين الآمنين وسياراتهم وممتلكاتهم، وتسبب في إصابة أحدهم بجروح بليغة.
وقال نائب رئيس المجلس الانتقالي سابقا عبد الحفيظ غوقة، تعليقا على الأحداث: “إن اشتباكات الجميل لن تكون آخر الصدامات بين الجماعات المسلحة طالما لم يتم توحيد المؤسسة الأمنية، فما شهدناه والعالم معنا في طرابلس في عدة مناسبات هو وجود تشكيلات تنضوي شكلياً تحت سيطرة الدبيبة ورئاسة أركانه، ولكن واقعيا هي لا تأتمر إلا بأوامر قادتها”.
ليبيا.. مخاوف من تصاعد الأزمة الإنسانية مع تدفق آلاف النازحين من جنوب السودان