18 ديسمبر 2025

يشهد الشرق الليبي خلال الفترة الأخيرة حالة من الاستقرار الأمني النسبي، انعكست بشكل مباشر على مجمل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، في ظل إجراءات أمنية مشددة تنفذها السلطات المختصة لمواجهة الجريمة وتعزيز سيادة القانون.

وتعتمد الأجهزة الأمنية في المنطقة الشرقية على خطط استباقية تقوم على الانتشار المنظم، وتكثيف الدوريات، وتفعيل العمل الاستخباراتي، ما أسهم في احتواء الحوادث الأمنية الفردية ومنع تحولها إلى اضطرابات واسعة، إضافة إلى سرعة التعامل مع أي طارئ حفاظاً على الأمن العام.

تراجع ملحوظ في معدلات الجريمة

وبحسب متابعات ميدانية، سجلت معدلات الجريمة الجنائية، بما في ذلك السرقات والاعتداءات المسلحة، تراجعاً ملحوظاً مقارنة بالسنوات السابقة، وهو ما تعزوه مصادر أمنية إلى تشديد الرقابة، وحملات جمع السلاح، وضبط المطلوبين، إلى جانب تعزيز التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية.

كما ساهم استقرار الوضع الأمني في إعادة الثقة لدى المواطنين، وعودة مظاهر الحياة الطبيعية إلى المدن الرئيسية، مع تحسن ملحوظ في حركة التنقل والأسواق والخدمات.

الأمن ركيزة للاقتصاد والاستثمار

على الصعيد الاقتصادي، شكّل الاستقرار الأمني عاملاً حاسماً في تحريك عجلة الاقتصاد، إذ شهدت المنطقة عودة تدريجية للاستثمارات المحلية، وانتعاشاً في قطاعات التجارة والخدمات والمقاولات، إلى جانب استئناف عدد من المشاريع المتوقفة.

ويرى مراقبون أن توفير بيئة آمنة ساعد على جذب رجال أعمال ومستثمرين، وشجع الشركات على العمل دون مخاوف أمنية، ما انعكس إيجاباً على فرص العمل وتحسين مستوى الدخل، خاصة في المدن الكبرى.

تعاطٍ مؤسسي مع التحديات

وتؤكد السلطات في الشرق الليبي أن مقاربتها الأمنية تقوم على الجمع بين الحزم واحترام القانون، مع التركيز على حماية المدنيين والممتلكات العامة والخاصة، معتبرة أن الأمن المستدام هو الأساس لأي عملية تنمية أو استقرار سياسي.

ويُجمع متابعون على أن استمرار هذا النهج، إلى جانب دعم المؤسسات وتعزيز الاستقرار، من شأنه ترسيخ حالة التعافي الاقتصادي، وتهيئة الأرضية لمرحلة أكثر استقراراً وتنمية في الشرق الليبي.

الغرب الليبي: ضعف أمني وضياع للاستثمار

في المقابل، لا يزال الغرب الليبي يعاني من هشاشة أمنية واضحة، نتيجة تعدد التشكيلات المسلحة وتداخل الصلاحيات، الأمر الذي انعكس سلباً على الاستقرار العام وأدى إلى أزمات اقتصادية متكررة. وقد تسببت الاشتباكات المتقطعة وحالات الانفلات الأمني في تعطّل الأنشطة التجارية، وارتفاع كلفة الأعمال، وتراجع ثقة المستثمرين المحليين والأجانب، فضلاً عن هروب رؤوس الأموال وتجميد عدد من المشاريع التنموية.

ويرى اقتصاديون أن غياب بيئة آمنة ومستقرة في الغرب الليبي شكّل أحد أبرز العوائق أمام جذب الاستثمارات، مقارنة بالشرق الذي استفاد من تحسن الوضع الأمني في تحريك عجلة الاقتصاد، ما يؤكد الترابط الوثيق بين الأمن والاستقرار الاقتصادي في مختلف مناطق البلاد.

     خاص – أخبار شمال إفريقيا 

ليبيا.. اتفاق على وقف إطلاق النار بعد سقوط ضحايا

اقرأ المزيد