استقبل رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي، عدداً من المسؤولين الجزائريين، الأربعاء، خلال زيارته للجزائر، حيث بحثوا سبل إبعاد التدخلات الأجنبية السياسية والعسكرية عن ليبيا.
وسعى الطرفان إلى تعزيز الاستقرار في البلاد عبر الحوار بين الأطراف المتنازعة، مما يفضي إلى انتخابات عامة، وهو ما سبق للجزائريين أن عرضوا المساعدة لتنظيمه، انطلاقاً من تجربتهم في مواجهة الأزمات الأمنية في تسعينات القرن الماضي.
وأفادت الرئاسة الجزائرية عبر حساباتها بمنصات التواصل الاجتماعي بأن الرئيس عبد المجيد تبون استقبل المنفي في مقر الرئاسة، دون ذكر تفاصيل عن الزيارة أو الموضوعات التي تم تناولها في لقائهما، وكان في استقبال المنفي عند وصوله إلى مطار الجزائر الوزير الأول نذير عرباوي، ووزير الخارجية أحمد عطاف.
وتناولت مباحثات المنفي مع المسؤولين الجزائريين مشروع تنظيم الانتخابات، الذي يواجه تحديات كبيرة بسبب خلافات حول القوانين والتشريعات بين القادة المتنازعين، بما في ذلك رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، والمنفي من جهة، وعقيلة صالح، رئيس “مجلس النواب” في بنغازي من جهة أخرى.
وبحث اللقاء التصعيد بين الفصائل المختلفة في الفترة الأخيرة، ومحاولات تعزيز الاستقرار السياسي، في إطار استمرار جهود المجتمع الدولي لدعم الحوار بين الأطراف المتنازعة.
وأكد المسؤولون الجزائريون ضرورة وضع حد للتدخلات الأجنبية في الشأن الليبي، مع التركيز على أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الساري في ليبيا، بوصفه الإنجاز الأهم الذي تحقق في السنوات الأخيرة.
وعبّرت الجزائر عن موقفها من الأزمة الليبية خلال زيارة رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالنيابة، ستيفاني خوري، حيث أكد وزير الخارجية أحمد عطاف أن الجزائر تلاحظ أن الأزمة الليبية تخطت عامها الثالث عشر.
وأضاف أن الأزمة تزداد تعقيداً مع مرور الوقت، ويرتبط طول أمدها بزيادة التدخلات الخارجية في شؤون ليبيا.
وأبرز عطاف أن مفتاح حل الأزمة يكمن في استبعاد وإنهاء التدخلات بجميع أشكالها، مشدداً على أن الجزائر، بصفتها دولة شقيقة وجارة، تتأثر بشكل كبير بأمن واستقرار ليبيا.
وجددت الجزائر دعوتها لجميع الأطراف الأجنبية لرفع أياديها عن الشأن الليبي ووضع حد للسياسات والممارسات التي تغذي الانقسام بين أبناء الوطن الواحد.
ماكرون يعترف بمقتل القيادي الجزائري بن مهيدي على يد عسكريين فرنسيين