05 ديسمبر 2025

نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد “سي إس إي” (CSA) الفرنسي، كشفت عن دعم واسع بين الفرنسيين لإلغاء اتفاقية عام 1968، التي تنظم شروط تنقل وإقامة وعمل الرعايا الجزائريين في فرنسا.

وأفادت نتائج الاستطلاع، الذي أُجري بالتعاون مع مؤسسات “سي نيوز” الإخبارية و”جورنال دو ديمانش” و”محطة أوروبا 1″، ونُشرت يوم الأربعاء، أن 72% من المشاركين يؤيدون مراجعة أو إلغاء هذه الاتفاقية، في مؤشر على تنامي المزاج الرافض للتمييز الإيجابي الممنوح للجزائريين منذ أكثر من خمسة عقود.

ويحظى هذا التوجه بدعم واسع من القواعد السياسية اليمينية، إذ أيد 88% من أنصار أحزاب اليمين إلغاء الاتفاقية، بما في ذلك 91% من أنصار حزب “الجمهوريون”، كما أبدى 88% من مؤيدي حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف تأييدهم لإلغائها، إلى جانب 79% من أنصار الأغلبية الرئاسية.

وأما على مستوى اليسار، فقد أظهرت النتائج انقساماً أو تحفظاً نسبياً، إذ يعارض معظم مؤيدي أحزاب اليسار فكرة الإلغاء، باستثناء أنصار الحزب الاشتراكي الذين عارضوا استمرار العمل بالاتفاقية بنسبة 59%.

وتأتي نتائج هذا الاستطلاع في سياق تصاعد التوتر الدبلوماسي بين باريس والجزائر، خصوصاً بعد اعتقال الصحفي الفرنسي كريستوف جلايزس من قبل السلطات الجزائرية، ومحاكمته بتهم تتعلق بـ”تمجيد الإرهاب”، حيث يواجه حُكماً بالسجن يصل إلى سبع سنوات.

كما أصدرت المحاكم الجزائرية مؤخراً حكماً بالسجن خمس سنوات ضد الكاتب صنصال بوعلام، وهو يحمل الجنسيتين الجزائرية والفرنسية، إلى جانب غرامة مالية تتجاوز 3800 دولار أمريكي، إثر تصريحات اتُّهم فيها بـ”الاعتداء على الوحدة الوطنية”.

وتضاف هذه التطورات إلى سجل من الخلافات المتكررة بين البلدين، من بينها رفض الجزائر في مناسبات سابقة استقبال رعايا جزائريين مرحّلين من فرنسا، إضافة إلى اتهامات متبادلة بين الطرفين، واعتبار الجزائر أن بعض القوى السياسية الفرنسية، وعلى رأسها اليمين، تتبنى خطاباً عدائياً تجاهها، خصوصاً في ملف الهجرة والمهاجرين.

ويرى مراقبون أن نتائج الاستطلاع قد تفتح الباب أمام تحركات تشريعية أو سياسية في فرنسا لإعادة النظر في اتفاقية 1968، التي طالما شكلت حجر أساس في العلاقة بين البلدين بعد الاستقلال، فيما تنظر الجزائر إلى أي مساس بها على أنه استهداف مباشر لمواطنيها المقيمين في فرنسا.

سائق جزائري يخطو نحو التاريخ كأول سائق عربي في فورمولا 1

اقرأ المزيد