05 ديسمبر 2025

كشفت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن أكثر من 10 آلاف ليبي شاركوا في استطلاع حول مستقبل العملية السياسية، حيث أظهرت النتائج رغبة ملحة في توحيد مؤسسات الدولة وإجراء انتخابات، وأكدت الممثلة الخاصة أهمية مشاركة جميع الفئات، مع خطط لإجراء استطلاعات إضافية لضمان شمولية الآراء.

أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن أكثر من 10 آلاف ليبي شاركوا في استطلاع إلكتروني يتعلق بمستقبل العملية السياسية، في مسعى لإشراك الرأي العام في وضع خارطة طريق تقود البلاد نحو الانتخابات وإنهاء المرحلة الانتقالية.

وأُطلق الاستطلاع بالتزامن مع مشاورات ميدانية تجري في مختلف المناطق الليبية، حيث يركز على تقييم المقترحات الأربعة المقدمة من اللجنة الاستشارية بشأن المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى جمع آراء المواطنين حول أولوياتهم وشروط نجاح الانتقال السياسي.

وفي نتائج أولية، أظهر الاستطلاع أن غالبية المشاركين يعتبرون توحيد مؤسسات الدولة وإنهاء الانقسام السياسي من أهم الأولويات، تليها ملفات إصلاح القطاع الأمني واستعادة سيادة القانون وضمان المحاسبة عن انتهاكات حقوق الإنسان.

كما عبّر كثيرٌ منهم عن مخاوفهم من الفوضى الأمنية وتدهور الخدمات، خاصة في المناطق غير الخاضعة لسيطرة واضحة.

وبرزت ضمن المداخلات المكتوبة مطالبات بتشكيل حكومة انتقالية جديدة تقود البلاد نحو انتخابات محددة بجدول زمني صارم، مع الدعوة لإزاحة الأجسام السياسية القائمة التي فشلت في تلبية تطلعات الشعب، ورأى المشاركون أن هذه الخطوة ضرورية لاستعادة الثقة في الدولة.

فيما يتعلق بالخيارات الأربعة المطروحة، تباينت الآراء بين مؤيدين لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة، وآخرين يرغبون في انتخابات تشريعية أولاً يتبعها إقرار دستور دائم، كما أبدى بعض المشاركين تأييدهم لبدء المسار بإقرار الدستور قبل إجراء أي انتخابات.

من جانبها، أكدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، هانا تيتيه، على أهمية المشاركة الشعبية، مشددة على ضرورة استماع البعثة لآراء جميع الفئات، بما في ذلك النساء والأشخاص ذوي الإعاقة، ودعت إلى مشاركة أوسع من الجنوب والشرق لضمان شمولية النتائج.

كما أعلنت البعثة أنها ستقوم بإجراء استطلاعين إضافيين عبر الهاتف لضمان وصول الاستطلاع لشريحة أكبر من المجتمع الليبي، خاصةً لمن لا تتوفر لديهم وسائل المشاركة الإلكترونية.

وتتوقع البعثة أن تُستخدم نتائج هذه الاستطلاعات كمدخلات أساسية في إعداد خارطة طريق جديدة تؤدي إلى الانتخابات، والتي من المفترض أن تنهي واحدة من أطول مراحل الجمود السياسي والانقسام في تاريخ البلاد الحديث.

وبينما تظل النتائج أولية، إلا أنها تشير إلى رغبة الليبيين في الحصول على سلطة موحدة وانتخابات شفافة للخروج من دوامة الانقسام.

الكرة الآن في ملعب القوى السياسية لتحقيق هذه المطالب وتحويلها إلى خطوات عملية.

استئناف جزئي لتحميل النفط في الموانئ الليبية

اقرأ المزيد