يُعتبر حقل أورهود النفطي ركيزة استراتيجية في تطوير قطاع الطاقة الجزائري، حيث يسعى البلد لزيادة إنتاجه المحلي وتعزيز صادراته، الحقل الذي بدأ الإنتاج عام 2002، يخضع لتوسعة كبيرة بتكلفة 1.7 مليار دولار.
ويقع الحقل في ولاية ورقلة، وقد تم اكتشافه في تسعينيات القرن الماضي، ليبدأ الإنتاج الفعلي منه في عام 2002 تحت إدارة شركة سوناطراك الحكومية.
ويشكل الحقل جزءاً من حوض بركين، الذي يُعرف بموارده الغنية، ويقع على مسافة 320 كيلومتراً جنوب شرق حقل حاسي مسعود، الأكبر في البلاد.
ويمتاز حقل أورهود بطاقة إنتاجية تتراوح بين 230 ألفاً و250 ألف برميل يومياً، وتقدر احتياطياته بين مليار و1.3 مليار برميل، مما يجعله ثاني أكبر حقول النفط في الجزائر.
ووفق تقديرات وود ماكنزي، يمكن أن يستمر العمر الإنتاجي للحقل حتى عام 2041. ومنذ بدء تشغيله، تمكن حقل أورهود من تحقيق ذروات إنتاجية، مثل تلك التي تم تسجيلها في عامي 2022 و2007.
وتتوزع إدارة الحقل بين عدة شركات، حيث تملك شركة سيبسا الإسبانية حصة تبلغ 39%، بينما تمتلك سوناطراك الجزائرية 36%، وأنادركو الأميركية 9%، التي استحوذت عليها شركة أوكسدنتال (Occidental Petroleum) لاحقاً، كما تمتلك شركة إيني الإيطالية حصة 5%، بالإضافة إلى حصة موزعة قدرها 11% لشركات أخرى.
وخضع حقل أورهود لخطط توسعة ضخمة بتكلفة 1.7 مليار دولار، حيث ساهمت شركة سيبسا الإسبانية بنحو 700 مليون دولار من هذا المبلغ.
وتشمل خطة التوسعة حفر 50 بئراً جديدا لإنتاج النفط الخام، بالإضافة إلى 39 بئراً أخرى مخصصة لضخ المياه وحقن الغاز، وذلك لضمان توازن الضغط في الحقل.ا
وفي هذا الإطار، تتبنى شركة بوناتي الإيطالية مشروعاً لزيادة سعة معالجة مياه الإنتاج المطلوبة لإعادة الضخ، مما سيساهم في تعزيز إنتاج الغاز الطبيعي.
وعلى الرغم من النجاحات الكبيرة، واجه المشروع تحديات عدة، منها الحاجة لتعزيز موقع الإنتاج بمعدات إضافية، بالإضافة إلى التحديات المناخية مثل درجات الحرارة المرتفعة وسرعة الرياح.
وفي سياق جهود الجزائر لتعزيز قطاع النفط، وقعت الشركة العام الماضي اتفاقاً مع شركات “بيرتامينا” الإندونيسية و”ريبسول” الإسبانية لتقاسم الإنتاج، حيث بلغ حجم الاستثمارات نحو 800 مليون دولار.
ويشمل الاتفاق 9 حقول نفطية، من بينها حقل أورهود، ويهدف إلى تفعيل قانون تنظيم أنشطة المحروقات وتعزيز الإنتاج المحلي.
وفي الفترة من بداية عام 2024 حتى نهاية مايو من العام ذاته، سجلت الجزائر 8 اكتشافات نفطية جديدة، مما يعكس التزام الحكومة بتأمين الطلب المحلي على الهيدروكربونات وزيادة الصادرات.
ووصف وزير الطاقة والمناجم الجزائري، محمد عرقاب، هذه الاكتشافات بأنها “كبيرة ومهمة جداً”، مشيراً إلى أن شركة سوناطراك تبذل جهوداً ذاتية لتعزيز احتياطيات البلاد من النفط.
الجزائر وإيران تبحثان الوضع الإنساني في فلسطين ولبنان خلال لقاء في جنيف