تواجه ليبيا في الفترة الأخيرة ارتفاعًا حاداً في أسعار الأضاحي، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل أبرزها الإعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة وتسبب في خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية في شرق البلاد.
وأدى ذلك إلى نفوق أعداد كبيرة من الأغنام والأبقار وغيرها من الحيوانات، مما أثر سلباً على الأسعار التي ارتفعت بشكل كبير.
وساهمت في زيادة الأسعار ارتفاع تكلفة الأعلاف وقلة الدعم الحكومي للمربين، كما أن أسعار الأضاحي المستوردة، التي كانت تُعتبر خياراً اقتصادياً لأصحاب الدخل المحدود، تضاعفت تقريباً.
وكانت الأضاحي المستوردة من إسبانيا وأوكرانيا تباع بحوالي 500 دينار ليبي (حوالي 103 دولارات)، لكنها ارتفعت هذا العام إلى 950 ديناراً.
وتعكس تعليقات المواطنين والمربين معاناتهم بسبب هذه الارتفاعات، حيث يعبر المواطن أحمد عبد الحميد عن استيائه من هذه الزيادات ويقول إن راتبه لا يكفي لتغطية تكاليف الأضحية بالإضافة إلى التزامات أخرى، بينما يصر المواطن عبد السلام محمد على شراء الأضحية رغم ارتفاع الأسعار، معبّراً عن قلقه من عدم قدرته على شراء الأضاحي في المستقبل.
وتساهم عدة عوامل في هذه الأزمة، منها ارتفاع سعر العلف، وعدم دعم الحكومة للثروة الحيوانية، وتأثير الإعصار على المناطق الحيوانية.
وأوضح طارق المغربي، تاجر الأغنام، أن عدم دعم الدولة للمربين وارتفاع سعر الأعلاف أسهم في زيادة الأسعار.
وأشار فوزي العقوري، نقيب القصابين في بنغازي، إلى أن ارتفاع الدولار اللازم لشراء الأعلاف واستيراد الماشية زاد من تعقيد الوضع.
كل هذه العوامل أدت إلى تراجع ترتيب ليبيا من المركز الثالث إلى الثامن في إفريقيا من حيث حجم الثروة الحيوانية، وهو مؤشر على التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع تربية المواشي في البلاد.
تحديد موعد المنتدى الاقتصادي الليبي الإيطالي