ارتفع عدد المهاجرين غير القانونيين في ليبيا إلى 867 ألفاً بزيادة 19% خلال 2025، معظمهم من السودان والنيجر ومصر، وتتركز الجهود الليبية شرقاً للحد من تدفقهم، فيما وقّعت إيطاليا وتركيا اتفاقاً جديداً لمكافحة الهجرة عبر المتوسط.
أظهرت بيانات حديثة صادرة عن مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة ارتفاع أعداد المهاجرين غير القانونيين في ليبيا إلى 867 ألفاً و55 مهاجراً خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، بزيادة بلغت 19% مقارنة بعام 2024 الذي سجل 725 ألفاً و304 مهاجرين.
وأوضحت البيانات أن 53% من المهاجرين يتركزون في المنطقة الغربية من البلاد، مقابل 35% في الشرق و12% في الجنوب.
ووفق التقرير، يتصدر السودانيون قائمة الجنسيات المهاجرة بنسبة 33%، تليهم النيجر (22%)، ثم المصريون (19%)، والتشاديون (10%).
كما أشار إلى أن الأرقام المعلنة قد تكون أقل من الأعداد الحقيقية، إذ تُقدّر السلطات المحلية ووكالات الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السودانيين وحدهم يقترب من 800 ألف شخص، في ظل صعوبة حصر العدد الفعلي نتيجة تقليص أنشطة المنظمات غير الحكومية خلال الأشهر الماضية.
وفي سياق متصل، تحدث التقرير عن تكثيف السلطات الليبية في الشرق لجهودها لمكافحة الهجرة غير القانونية، من خلال زيادة عمليات الترحيل والاحتجاز خلال صيف 2025.
فقد جرى ترحيل 1102 مصري بين 1 يوليو و22 سبتمبر، ونحو 700 سوداني في 18 يوليو، إضافة إلى احتجاز أكثر من 1500 مهاجر خلال مداهمات لأماكن العمل.
وأوضح التقرير أن الاتجاهات الأخيرة تعكس تغيراً في ديناميكيات الهجرة في شمال أفريقيا نتيجة تشديد إجراءات الإنفاذ وتدهور الأوضاع الأمنية، ما أدى إلى إعادة توجيه مسارات الهجرة نحو الجزائر.
كما ساهمت القيود المفروضة في ليبيا وتونس في تنويع طرق الهجرة وانخفاض أعداد المغادرين من السواحل الليبية نحو أوروبا.
وفي إطار مواجهة الظاهرة، وقعت إيطاليا وتركيا اتفاقاً جديداً لتعزيز التعاون في مراقبة السواحل وتبادل المعلومات وتفكيك شبكات التهريب، بهدف تعزيز الأمن في منطقة وسط البحر المتوسط.
وأظهرت البيانات زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين القادمين من ليبيا إلى جزيرة كريت اليونانية بنسبة 318%، ليصل العدد إلى 13 ألفاً و59 مهاجراً خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
كما وصل إلى إيطاليا 49 ألفاً و799 مهاجراً عبر البحر المتوسط، منهم 88% انطلقوا من السواحل الليبية، رغم تراجع إجمالي عدد المغادرين بنسبة 8% عن العام الماضي.
وقد دفعت هذه التطورات اليونان إلى وقف استقبال طلبات اللجوء للمهاجرين القادمين من شمال إفريقيا، مع التوجه نحو تعزيز التعاون الأمني مع حرس السواحل الليبي للحد من تدفقات المهاجرين قبل مغادرتهم الأراضي الليبية.
ليبيا.. إعلان عصيان مدني شامل للمطالبة بإجراء الانتخابات الرئاسية
