تشهد أسعار المحروقات في المغرب ارتفاعاً غير مسبوق، إذ تجاوز سعر الديزل 10.7 دراهم والبنزين 12.7 درهماً للتر، ويرى خبراء أن التحرير الكامل للسوق رفع الأرباح إلى 9 مليارات درهم سنوياً، فيما تطالب النقابة بإعادة تكرير النفط وخفض الضرائب.
تواجه الحكومة المغربية تحدياً متزايداً بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات، إذ تُعدّ المملكة من بين أغلى خمس دول عربية في تكلفة الوقود.
ويُعزى ذلك إلى اعتماد المغرب شبه الكامل على استيراد المشتقات النفطية، حيث أدى قرار تحرير الأسعار قبل سنوات إلى ربط السوق المحلية مباشرة بالتقلبات العالمية، ما جعل الأسعار تتجاوز 10.7 دراهم للديزل و12.7 درهماً للبنزين في أكتوبر الجاري.
وتُظهر بيانات السوق أن الأسعار الحالية تفوق الكلفة الحقيقية التي لا تتجاوز 9.1 درهماً للديزل و9.9 درهماً للبنزين، ما يكشف عن هوامش ربح مرتفعة تصل إلى 1.6 درهم للديزل و2.8 درهم للبنزين في كل لتر.
ووفقاً للنقابة الوطنية للبترول والغاز، فإن أرباح الشركات منذ تحرير الأسعار تُقدّر بنحو 9 مليارات درهم سنوياً، أي ما يقارب 90 مليار درهم خلال عقد من الزمن.
ويرى الكاتب العام للنقابة، الحسين اليماني، أن سياسة رفع الدعم التي اتبعتها حكومة عبد الإله بنكيران فشلت في توجيه موارد الدعم نحو قطاعات الصحة والتعليم كما وُعد سابقاً، بل ساهمت في تدهور المرافق العمومية وتعميق الاعتماد على القطاع الخاص.
ودعا اليماني إلى تصحيح المسار من خلال إعادة تأميم شركة “سامير” لتكرير النفط، وخفض الضرائب على الوقود، ومحاسبة المتهربين ضريبياً.
من جانبها، أكدت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، أن الحكومة تتابع الأسعار بشكل يومي وتحرص على توافقها مع السوق الدولية، مشيرة إلى أن التسعير المحلي يعتمد على أسعار المواد المكررة وليس الخام، وهو ما يفسّر تأخر انعكاس التغيّرات العالمية على السوق الداخلية.
كما أوضحت أن الأسعار المطبّقة حالياً تُظهر انسجاماً نسبياً مع الاتجاهات الدولية، مع فروقات طفيفة بين الشركات ونقاط البيع.
ويبلغ عدد محطات الوقود في المغرب نحو 3350 محطة، منها 75% تابعة لتسع شركات رئيسية، مما يبرز هيمنة محدودة على السوق ويدفع إلى المطالبة بإصلاحات أعمق لضمان عدالة التسعير وحماية القدرة الشرائية للمواطنين.
ثمانية منتخبات تضمن التأهل إلى كأس إفريقيا 2025 في المغرب
