05 ديسمبر 2025

تراجع الإقبال على الذهب في المغرب بسبب ارتفاع الأسعار، حيث بلغ سعر الغرام 780 درهم، بينما شهدت صادرات دقيق القمح زيادة بنسبة 15%، ما أدى لخيارات بديلة مثل الحلي المطلية للفئات ذات الدخل المحدود.

في ظل الارتفاع الصاروخي لأسعار الذهب، يشهد المجتمع المغربي تحولاً جذرياً في عاداته وتقاليده المرتبطة بالمعدن الأصفر.

فسعر الغرام الواحد من الذهب عيار 18 قيراطاً قفز إلى 880 درهماً (88 دولاراً) بعد إضافة المصنعية والجمارك، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 30% خلال العشرين شهراً الماضية، وهو ما دفع العديد من الأسر إلى إعادة النظر في أولوياتها.

ولم يعد بإمكان العرسان المغاربة اليوم تحمل تكاليف الأطقم الذهبية الكاملة التي كانت تشكل جزءاً أساسياً من جهاز العروس.

بدلاً من ذلك، يلجأ الكثيرون إلى حلول بديلة مثل الاكتفاء بخاتم الزواج البسيط، أو الاعتماد على هدايا الأقارب لاستكمال الجهاز.

تقول إيمان السلاوي، إحدى بائعات الذهب في الرباط: “باتت بعض العائلات تكتفي بإهداء العروس سلسلة ذهبية أو سواراً بسيطاً كمساعدة لها”.

ولم يعد الذهب مجرد زينة للمناسبات، بل تحول إلى وسيلة للادخار والاستثمار، النساء المغربيات أصبحن يتابعن باهتمام تقلبات أسعار الذهب العالمية، ويفضلن شراء القطع البسيطة الخالية من الأحجار التي تحافظ على قيمتها السوقية.

كما ظهرت أنظمة ادخار جديدة، حيث يودع الزبائن مبالغ نقدية عند الصاغة لشراء الذهب لاحقاً بسعر السوق.

وفي مواجهة هذه الأزمة، انتشرت في الأسواق المغربية بدائل ذهبية من الفولاذ المطلي بأسعار تتراوح بين 100 و200 درهم (10 إلى 20 دولاراً)، كما ازداد الإقبال على شراء الذهب المستعمل.

وتشهد محلات بيع هذه البدائل إقبالاً متزايداً، خاصة من قبل الشباب وذوي الدخل المحدود الذين يحاولون الحفاظ على التقاليد في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

ويواجه قطاع المجوهرات في المغرب تحديات كبيرة تتجاوز ارتفاع الأسعار العالمية. فصعوبات التوريد المحلية وعدم وجود أسواق رسمية للمواد الأولية تدفع الصاغة إلى الاعتماد على إعادة تدوير الذهب القديم، مما يزيد من تكاليف الإنتاج.

ويوضح الحسين أكرام، نائب رئيس الجمعية المغربية للحلي والمجوهرات، أن “الذهب الخام يباع في المغرب بسعر أعلى من السوق العالمية حتى قبل إضافة المصنعية والجمارك”.

رغم كل هذه التحديات، يظل الذهب يحتفظ بمكانة خاصة في الثقافة المغربية، لكن بأساليب جديدة تتكيف مع الواقع الاقتصادي الصعب.

فالعبارة الشعبية “الذهب زينة وخزينة” تتجسد اليوم في ممارسات عملية تعكس قدرة المجتمع المغربي على التكيف مع المتغيرات، في انتظار تحسن الأوضاع الاقتصادية التي قد تعيد للذهب بعضاً من بريقه التقليدي.

أم كلثوم تعود للغناء على خشبة المسرح الوطني في الرباط بتقنية “هولوغرام”

اقرأ المزيد