05 ديسمبر 2025

خرج مئات التونسيين، مساء أمس السبت، في وسط العاصمة تونس في مسيرة احتجاجية لافتة ارتدى المشاركون فيها الملابس السوداء، في خطوة رمزية للتعبير عن رفض ما يعتبرونه تضييقا متصاعدا على الحريات، وللمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.

وشهدت المسيرة حضور شخصيات حقوقية وحزبية وعائلات موقوفين على خلفية ما يُعرف بـ “محاكمات الرأي”.

وانطلقت الفعالية من ساحة حقوق الإنسان وجابت عددا من شوارع العاصمة، تحت شعار “مسيرة الحقوق والحريات ضد الظلم والانتهاكات”، حيث رفع المحتجون شعارات تدعو إلى حماية الفضاء العام ووقف ممارسات تعتبرها منظمات مدنية “مقيدة للعمل النقابي والسياسي”.

وأكد منظمو المسيرة أنها مبادرة مدنية مستقلة لا تمثل أي جهة حزبية، وتهدف إلى إعادة الاعتبار لحرية التعبير والمساءلة الاجتماعية.

وفي تصريحات خلال المسيرة، قال المحامي صائب صواب، نجل القاضي السابق أحمد صواب الموقوف حاليا، إن الحراك يمثل “صرخة موحدة ضد الظلم وملاحقة الأصوات المستقلة”، مشيرا إلى أنه يجمع أطرافا من تيارات متباينة لطالما اختلفت على مدى عقود، وأوضح أن اختيار اللون الأسود جاء تعبيراً عن “حداد رمزي على وضع الحريات في البلاد”.

ومن جهته، اعتبر الناشط المدني وعضو لجنة التنظيم أيوب عمارة أن شعار “ضد الظلم” لا يقتصر على المجال السياسي، بل يشمل أيضا ما وصفه بـ”الظلم الاجتماعي والاقتصادي والبيئي” الذي يعاني منه مواطنون في عدة محافظات، مؤكدا أن المسيرة مرت بمحطات رمزية، من بينها ساحة حقوق الإنسان والمجمع الكيميائي دعما لأهالي قابس، إضافة إلى نقابة الصحفيين.

وفي المقابل، يرى مؤيدو مسار 25 يوليو أن التحركات الاحتجاجية الأخيرة تستغل لتأليب الشارع، معتبرين أن الدولة “لا تستهدف الحريات” وإنما تطبق القوانين على الجميع دون استثناء، ويؤكد هؤلاء أن القضاء وحده المسؤول عن محاكمة المتهمين، وأن التظاهر السلمي في حد ذاته دليل على عدم وجود قمع.

وقال الأمين العام لحزب المسار، محمود بن مبروك، إن تنظيم المسيرة وتأمينها من قبل وزارة الداخلية يعكسان “مناخا صحيا”، مشيرا إلى أن بعض الجهات المشاركة في الاحتجاجات تسعى بحسب تعبيره إلى “الضغط على السلطة الحالية وإقصاء الرئيس قيس سعيد من المشهد السياسي”.

واعتبر أن مطالب المحتجين مرتبطة بـ”الحنين إلى المنظومات السابقة”، فيما يؤكد أن الإصلاحات الجارية تهدف إلى طي صفحة تلك المرحلة.

 

 

التونسية أنس جابر تتأهل للدور الثالث في بطولة أستراليا المفتوحة

اقرأ المزيد