05 ديسمبر 2025

تصاعدت حدة الاحتجاجات في قرية عبود، التابعة لوحدة عبري الإدارية بمحلية وادي حلفا شمال السودان، على خلفية تخصيص موارد مائية لصالح إحدى شركات التعدين.

وأعلن الأهالي رفضهم استخدام المياه المخصصة للشرب والزراعة في التنقيب عن الذهب، معتبرين أن هذه الخطوة تهدد استقرار المجتمع المحلي وتشكل خطرا على البيئة.

وحذر السكان من استخدام الشركات لمواد كيميائية عالية الخطورة مثل السيانيد، والتي تسببت في تلوث التربة ومصادر المياه، مؤكدين أن استمرار هذه الممارسات يهدد حياة الإنسان والحيوان ويقوّض النشاط الزراعي الذي يمثل العمود الفقري للاقتصاد المحلي.

وأوضحت الوحدة الإدارية في عبري أنها لا تملك الصلاحيات الكافية للتدخل في اتفاق جرى بين شركة التعدين وأحد المواطنين في القرية، والذي سمح للشركة باستخدام مضرب مياه، لكنها أكدت أن الحوار مع الأهالي لا يزال مستمرا، في وقت يطالب فيه المحتجون بتدخل عاجل من سلطات وادي حلفا لحماية الموارد الطبيعية من الاستنزاف.

ولا تقتصر الأزمة على قرية عبود، إذ يشكو سكان ولايتي نهر النيل والشمالية من توسع أنشطة التعدين العشوائي، حيث أدى تسرب السيانيد إلى الأراضي الزراعية والمياه إلى خسائر في المحاصيل والثروة الحيوانية، فضلا عن مخاطر صحية مباشرة على المواطنين.

وفي تطور مثير، كشفت مصادر محلية عن شبكة غير معلنة نجحت في استخراج نحو 20 كيلوغراما من الذهب منتصف سبتمبر الجاري من موقع سري بوادي حلفا، قبل أن تختفي مع معداتها وعمالها. الحادثة أثارت شكوكا واسعة بين الأهالي، الذين طالبوا بفرض رقابة صارمة على كل عمليات التعدين.

وكان من المقرر أن ينظم سكان وادي حلفا وقفة احتجاجية في 23 سبتمبر للمطالبة بالكشف عن هوية الشبكة السرية، غير أن السلطات تعهدت بفتح تحقيق عاجل. وبناءً على ذلك، علّق المواطنون احتجاجاتهم مؤقتا، مع تأكيدهم على الاستمرار في التصعيد إذا لم تُتخذ إجراءات ملموسة لحماية الموارد المائية من ممارسات التعدين الملوثة بالسيانيد.

توتر دبلوماسي بين السودان والولايات المتحدة بعد إلغاء اجتماع القاهرة التشاوري

اقرأ المزيد