مدينة سوسة الساحلية في شرق تونس، شهدت اضطرابات ليلية بعد أن أقدم شاب عشريني على إحراق نفسه أمام مركز أمني، وذلك على خلفية خلاف مع عناصر الشرطة.
وأفاد المتحدث القضائي وسام الشريف، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، بأن الشاب البالغ من العمر 26 عاما توجه إلى مركز أمني في منطقة سوسة الجنوبية لاسترداد مبلغ مالي تم حجزه في إطار تحقيق يتهمه بتعاطي مواد مخدرة.
وأضاف الشريف أن الشاب غادر المركز وعاد بعد نصف ساعة، حيث قام بإشعال النار في جسده دون أن يلاحظه عناصر الأمن، الذين تدخلوا لاحقا لإخماد الحريق. ونُقل الشاب إلى المستشفى، حيث وُصف وضعه الصحي بالحرج.
وأثار الحادث موجة من الغضب بين الشباب في المنطقة، حيث تجمع عدد منهم أمام مركز الشرطة مساء الخميس، وقاموا بإشعال الشماريخ النارية وإلقاء الحجارة وزجاجات حارقة. وتمكنت قوات الأمن من تفريق المتظاهرين بعد مواجهات قصيرة.
وتُظهر مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي اشتباكات عنيفة بين الشباب وعناصر الأمن أمام مركز شرطة حي الرياض في سوسة.
وهذا الحادث يذكر بحادثة مماثلة وقعت في ديسمبر 2010، عندما أضرم البائع المتجول محمد البوعزيزي النار في نفسه، مما أشعل شرارة الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي وأدت إلى موجة من الاحتجاجات عُرفت باسم “الربيع العربي”.
وتشهد تونس منذ سنوات عدة حالات انتحار مماثلة، خاصة في المناطق الداخلية المهمشة، حيث يعاني السكان من البطالة والفقر.
وفي يناير الماضي، توفي رجل بعد أن أحرق نفسه في وسط العاصمة تونس، مما أدى إلى إصابة أحد المارة عندما أطلق شرطي النار لحماية زميله.