05 ديسمبر 2025

شهدت مدن مغربية عدة، مساء أمس الأحد، موجة احتجاجات غير مسبوقة قادها شباب يطلقون على أنفسهم اسم “جيل زد 212″، للتعبير عن رفضهم لما وصفوه بـ”الأولويات الحكومية المغلوطة” المتمثلة في توجيه مليارات الدراهم نحو بناء وتجديد ملاعب كرة القدم استعدادًا لكأس العالم 2030، مقابل تراجع الاستثمار في قطاعي الصحة والتعليم.

وفي الدار البيضاء، خرج مئات المتظاهرين إلى أحد الميادين الرئيسية قبل أن تتدخل قوات الأمن لمنعهم من التقدم، ما أدى إلى وقوع مناوشات وقطع الطريق السريع لبعض الوقت.

وامتدت الاحتجاجات إلى ما لا يقل عن 11 مدينة أخرى، بينها الرباط وطنجة ومراكش، حيث ردد المحتجون شعارات من أبرزها: “أين المستشفيات؟ الملاعب موجودة” و “الصحة والتعليم حق للجميع”.

ويربط المشاركون بين تدهور الخدمات الصحية والتعليمية وبين ضخ أموال طائلة في مشاريع الملاعب والبنية التحتية الرياضية، حيث يعمل المغرب على تشييد ثلاثة ملاعب جديدة وتجديد ستة أخرى، في إطار التحضيرات لاستضافة كأس العالم إلى جانب إسبانيا والبرتغال، إضافة إلى كأس الأمم الإفريقية المقرر إقامتها قريبا.

 

ولم تخل الاحتجاجات من حضور سياسي، إذ شاركت البرلمانية نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، التي دعت إلى الاستجابة العاجلة لمطالب الشباب، ولكن حركة “جيل زد 212” سارعت إلى رفض أي “استغلال سياسي”، مؤكدة في بيانها أن تحركاتها مستقلة ولا تتبع أي حزب.

وبالتوازي، أعلن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي تعليق مشاركته في المشاورات الخاصة بالانتخابات المقبلة، احتجاجا على التضييق الأمني الذي رافق المظاهرات.

وقال المكتب السياسي للحزب في بيان: “لن نعود إلى طاولة الحوار إلا بتوفير مناخ سياسي سليم يحترم الحريات وحقوق الإنسان”.

قتلى في اشتباكات عنيفة احتجاجا على إرجاء الانتخابات الرئاسية في السنغال

اقرأ المزيد