تواصلت في المغرب لليوم الرابع احتجاجات شبابية يقودها “جيل زد”، حيث خرج المئات في مدن بينها الرباط والدار البيضاء مطالبين بإصلاح الصحة والتعليم، محاربة الفساد، وخلق فرص عمل.
وانطلقت الاحتجاجات السبت الماضي تميزت بحضور لافت للشباب، خاصة في الأحياء الشعبية، في تعبير نادر عن الغضب الاجتماعي المتراكم.
وفي الرباط، سجل دخول المتظاهرين لأول مرة إلى حي شعبي، ما اعتُبر توسعاً للحراك على المستويين الجغرافي والاجتماعي.
وأفادت مصادر ميدانية من منطقة “الشاطو” بتنفيذ السلطات الأمنية حملة توقيفات واسعة استهدفت شباناً قبل وأثناء المظاهرة، بينهم قاصرون، في حين لم يشهد حي أكدال أي تحرك رغم الدعوات التي وجهتها مجموعة “جيل زد” عبر منصة “ديسكورد”.
وأصدرت المجموعة بياناً أدانت فيه ما وصفته بـ”الاعتقالات التعسفية”، مؤكدة رفضها لأي أعمال شغب أو تخريب لممتلكات عامة أو خاصة، ودعت المشاركين إلى الالتزام بالسلمية، كما طالبت بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين ووقف التضييق على حرية التعبير والحق في الاحتجاج السلمي.
وفي الدار البيضاء، شهدت ساحة السراغنة تجمعاً حاشداً رفع فيه المحتجون شعارات من قبيل: “الشعب يريد إسقاط الفساد”، و”لا صحة لا تعليم”، إلى جانب هتافات مستوحاة من جماهير كرة القدم، وقد فرضت السلطات الأمنية طوقاً محكماً على الساحة، وقامت بتفريق المحتجين واعتقال عدد منهم.
وأكدت مصادر متطابقة أن العشرات اقتيدوا إلى ولاية الأمن للتحقيق معهم، قبل أن يعم الهدوء المكان بفعل التواجد الأمني الكثيف، وأشار متابعون إلى أن تدخل قوات الأمن كان أقل حدة مقارنة بالأيام السابقة، في ما بدا محاولة لخفض التصعيد.
وأما في تمارة، فقد رُصد توتر أمني مساء الثلاثاء تخلله تراشق بالحجارة بين محتجين وعناصر الأمن، ما يعكس تصاعد الاحتقان في بعض بؤر الحراك.
وفي سياق متصل، أعلنت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء توقيف 24 شخصاً الأحد الماضي بعد اتهامهم بعرقلة السير على الطريق السيار الداخلي.
وأوضحت أن 18 منهم يتابعون في حالة اعتقال بتهم تشمل “عرقلة السير وتعطيله” واستهلاك المخدرات، فيما أُحيل 6 قاصرين إلى المستشار المكلف بالأحداث، وأُفرج عن آخرين مقابل غرامات مالية.
كما أكدت السلطات القضائية أن المتابعات تتم في إطار ضمان ممارسة الحريات العامة ضمن القانون، والتصدي للأفعال الماسة بحقوق المواطنين.
ونفت ولاية الجهة الشرقية شائعات عن وفاة أحد المحتجين إثر اصطدامه بسيارة قوات عمومية، موضحة أن الشاب أصيب بجروح متفاوتة الخطورة، خصوصاً في الأطراف السفلية، وأن حالته مستقرة وتحت المراقبة الطبية.
هجوم سيبراني يتسبب بتسيرب بيانات 1.5 مليون مغربي
