استيقظت ليبيا على وقع احتجاجات حادة تجتاح موانئها الرئيسية شرق البلاد، ما يعرقل تصدير نحو 900 ألف برميل من النفط يوميا، ويهدد بتقويض استقرار الإمداد العالمي للخام.
وتصاعدت التوترات في ميناءي رأس لانوف والسدرة، حيث بدأت العمليات تتوقف تدريجيا بفعل ضغوط منظمي الاحتجاجات المعروفة بـ “حراك منطقة الهلال النفطي”.
وينادي المحتجون بمطالب سياسية واقتصادية، حيث تمكنوا من إيقاف عمليات التحميل في هذين الميناءين الرئيسيين، مما أدى إلى توقف شحنة نفطية كبيرة عن التحرك.
وأفاد شهود عيان على الوضع بأن هذا الإغلاق قد يكون له تأثير طويل الأمد على الإنتاج والصادرات الليبية.
ويعيد الوضع الحالي إلى الأذهان المخاطر المتزايدة التي تهدد الإمدادات النفطية العالمية، خصوصا في ظل العقوبات الجديدة المفروضة على روسيا.
وفي ظل هذه التطورات، ارتفعت أسعار خام برنت، حيث شهدت زيادة قدرها 81 سنتا، لتصل إلى 77.89 دولارا للبرميل.
ويُظهر هذا التحرك في الأسعار حساسية الأسواق العالمية تجاه أي تغيرات في تدفق النفط، خصوصا من منطقة مضطربة مثل ليبيا.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاحتجاجات ليست الأولى من نوعها في ليبيا، ففي أغسطس 2024، أعلنت السلطات في شرق البلاد إيقاف إنتاج وتصدير النفط احتجاجا على سيطرة سلطات طرابلس على مقر المصرف المركزي وإعفاء محافظه.
وتعاني ليبيا من اضطرابات منذ الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي، حيث تواجه تحديات جمة في الحفاظ على استقرار إنتاجها النفطي، وذلك في ظل التقلبات السياسية التي شهدتها البلاد خلال العقد الماضي.