اتهامات جديدة للروائي الفرنسي-الجزائري كمال داود باستخدام قصة حقيقية في روايته الأخيرة “حوريات”، التي فاز من خلالها بجائزة “الغونكور” وهي أكبر جائزة أدبية فرنسية، تثير ضجة كبيرة في الجزائر.
وادعت السيدة الجزائرية سعادة عربان أن الرواية تحتوي على تفاصيل عديدة مستوحاة من قصتها الشخصية، مشيرة إلى أنها كانت تحتفظ بهذه التفاصيل بسرية تامة.
وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة “وان” الجزائرية، أكدت عربان أنها تعرف كمال داود وزوجته الطبيبة النفسية التي كانت تعالجها، وأنها رفضت طلباً منهما لرواية قصتها في وقت سابق، إلا أنها فوجئت، حسب قولها، باستخدام تلك التفاصيل في رواية داود، التي تضمنت تحويرات في الأماكن والأحداث ولكنها حافظت على فقرات تُحيل بوضوح إلى حياتها.
واتهمت عربان زوجة الكاتب بإفشاء سرّها الطبي، الذي اعتبرته خرقاً واضحاً لخصوصيتها وأخلاقيات المهنة.
وذكرت عربان أنها تربطها علاقة قريبة مع أسرة داود، حيث كانت تزور منزله في مدينة وهران، التي تقيم بها أيضاً، وأن ابنهما، وابنها صديقان.
وأضافت أنها علمت من أصدقائها بعد صدور الرواية أن موضوعها يتناول قصتها، مما دفعها لمواجهة زوجة داود، التي نفت الأمر وقدمت لها نسخة من الرواية بتوقيع زوجها، الذي كتب فيها إهداء اعتبره البعض اعترافاً ضمنياً قائلاً: “بلدنا غالباً ما أنقذته نساء شجاعات، أنت واحدة منهن”.
وأوضحت عربان أن تفاصيل كثيرة من حياتها تتطابق مع قصة “فجر”، بطلة رواية داود، مشيرة إلى أن كلاهما نجا من محاولة قتل عندما كانت في الخامسة من عمرها خلال العشرية السوداء في الجزائر، وفقدت حبالها الصوتية، ثم تبنتها سيدة يتيمة مثلها في وهران، المدينة التي ترعرعت فيها.
كما أن عمرها الحالي، 26 عاماً، يتطابق مع سن البطلة في الرواية، مما عزز من شكوكها في استخدام قصتها بشكل غير مشروع.
وبينت عربان أن تأثير هذه الرواية كان له تداعيات نفسية عليها، مشيرة إلى أنها لم تستطع إكمال قراءتها بسبب شعورها بالتوتر والانزعاج، وهو ما أكده زوجها الذي كان يرافقها خلال المقابلة التلفزيونية.
ويثير الروائي كمال داود، الذي حصل على الجنسية الفرنسية بقرار من الرئيس إيمانويل ماكرون في عام 2020، الجدل بشكل دائم بكتاباته ومواقفه السياسية التي يعتبرها البعض مثيرة للجدل.
وواجه انتقادات واسعة بسبب كتاباته التي تُتهم بتغذية الكليشيهات الغربية تجاه العرب والمسلمين، كما أثارت مواقفه الأخيرة حول القضية الفلسطينية بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023 مزيداً من النفور والجدل حوله.
وكان داود نفسه قد صرح في السابق بأن مواقفه تتعرض للهجوم في الجزائر لأنه ليس شيوعياً ولا يعادي فرنسا، وذهب إلى حد وصف نفسه بأنه “فرنسي أكثر من الفرنسيين”، مستشهداً بحالة الشاعر غيوم أبولينير الذي تجنّس فرنسياً خلال الحرب العالمية الأولى.
سوريا تشيد بمواقف الجزائر في القضايا العربية