05 ديسمبر 2025

سلوك أحد موظفي بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا خلال جلسة حوارية أثار جدلاً واسعاً، بعد أن قاطع المحلل السياسي الليبي عبد السلام الراجحي، ما اعتبره ناشطون انتهاكاً لحرية التعبير وتكميماً للأفواه.

ووجّه ناشطون وصحفيون وكتّاب ليبيون انتقادات لاذعة للبعثة الأممية، معتبرين أنها لا تُصغي لأصوات المستقلين، الذين يشكلون الغالبية الصامتة من أبناء الشعب الليبي، في مقابل مُنحت مساحة أكبر للمكونات السياسية التقليدية.

وأشار عدد من المشاركين إلى أن الموظف الأممي الذي قاطع الراجحي تجاوز حدود وظيفته، وتصرف كما لو أنه “مندوب سامٍ أو ممثل لسلطة وصاية”، على حد وصفهم، مطالبين البعثة بتقديم اعتذار رسمي وتوضيح دورها الحقيقي، متسائلين: “هل البعثة موجودة لدعم الشعب الليبي أم لدعم السلطة؟”.

وجاءت الواقعة خلال حلقة نقاشية نظّمتها بعثة الأمم المتحدة، ضمت أكثر من 30 صحفياً ليبياً وثلاثة من أعضاء اللجنة الاستشارية، في إطار جهود دعم العملية السياسية والتمهيد لإجراء الانتخابات المرتقبة في البلاد.

ووفق ما أعلنت عنه البعثة، فإن النقاش ركّز على توصيات اللجنة الاستشارية بشأن تهيئة الظروف السياسية والمؤسساتية للانتخابات، مشيرة إلى أن هذه اللقاءات تأتي ضمن مشاورات عامة تجريها البعثة مع مختلف الأطراف الليبية.

وأكّدت البعثة في بيانها أن الإعلاميين الليبيين يؤدون دوراً محورياً في المرحلة الراهنة من خلال نقل المستجدات ومساءلة السلطات وتعزيز الحوار الوطني، معتبرة أن هذه الأنشطة تسهم في تحقيق المصالحة الوطنية وبناء نظام ديمقراطي فعّال.

وتُعد هذه الفعالية جزءاً من برنامج “بصيرة” الذي أطلقته بعثة الأمم المتحدة مؤخراً، ويهدف إلى تمكين الإعلاميين الليبيين عبر توفير فرص للتدريب والتواصل، وبناء خطاب إعلامي مهني وشفاف يواكب التحولات السياسية الجارية.

ولكن الجدل الذي أثير بعد الجلسة ألقى بظلاله على أهداف البرنامج، ودفع العديد من المتابعين للتشكيك في حيادية البعثة الأممية، متهمين إياها بـ”إدارة الحوار بدلاً من تسهيله”، ما يطرح تساؤلات حول مدى التزامها بمبدأ الانفتاح على جميع الأصوات الليبية، بعيداً عن الانتقائية والإقصاء.

ليبيا.. مجلس النواب يقر ميزانية حكومة حماد

اقرأ المزيد