تشاد تتهم الجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية محظورة، وتدعو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتحقيق، وذلك بعد تصاعد الاتهامات الأمريكية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وأكد السفير الأمريكي لدى المنظمة أن الاتهامات الموجهة إلى الجيش السوداني “مبنية على أسس قوية”، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يُطرح فيها الملف بهذا الشكل منذ إعلان واشنطن في مايو 2024 فرض عقوبات على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بعد ثبوت استخدام أسلحة كيميائية.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد أوضحت في تصريحات سابقة لموقع صحفي أنها تتابع الوضع في السودان عن كثب، وأن أي تحرك من جانبها يتطلب طلباً رسمياً من دولة عضو.
وأظهرت وثيقتان منشورتان على موقع المنظمة أن ملف استخدام الأسلحة الكيميائية تصدّر جدول أعمال اجتماع المجلس التنفيذي المنعقد في لاهاي منذ الجمعة.
ومنذ مطلع عام 2025، ربط مختصون بين ظواهر صحية وبيئية غير معتادة في الخرطوم ووسط السودان وشمال دارفور وبين احتمالات التلوث الكيميائي.
وفي هذا السياق، أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أنها تحققت بشكل مستقل من صور ومقاطع فيديو بثتها وحدة خاصة في شبكة “فرانس 24″، تثبت استخدام الجيش السوداني غاز الكلور — المحظور دولياً بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية — في هجمات وقعت سبتمبر 2024 قرب قاعدة جبل جاري ومصفاة جيلي شمال الخرطوم، وهي مناطق كانت آنذاك تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وفي أغسطس، نشرت مجموعة “محامو الطوارئ” تقريراً رصدت فيه أدلة تشير إلى استخدام أسلحة كيميائية في منطقة سنار وسط البلاد، من بينها شهادات لسكان محليين تحدثوا عن حالات التهابية غامضة، وارتفاع معدلات الإجهاض وتشوه الأجنة.
وأكدت معدة التقرير، رحاب مبارك، أن ما جرى يمثل “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان”، استُهدفت بها قطاعات واسعة من المدنيين.
كما كشف تحقيق لموقع صحفي عن روايات لمسؤول محلي في شمال دارفور تحدث فيها عن “ظواهر غير طبيعية” أعقبت نحو 130 طلعة جوية استهدفت منطقتي الكومة ومليط، من بينها احتراق الجثامين وتغير ملامحها وانتفاخها، ونفوق الحيوانات بشكل غريب، وتغير لون التربة والمياه، مع وجود أدلة ميدانية تشمل صوراً وفيديوهات وعينات من التربة والمياه والجثامين.
وفي لاهاي، تشهد اجتماعات المجلس التنفيذي للمنظمة مناقشات موسعة للملف السوداني، حيث وزعت تشاد مذكرة أعربت فيها عن عدم اقتناعها بردود الحكومة السودانية على الاتهامات الأمريكية، وشككت في حياد اللجنة الوطنية السودانية للتحقيق، مطالبة المنظمة بإرسال مراقبين فنيين إلى السودان والانخراط المباشر في التحقيقات.
تشاد.. وفاة “المتمرد” سالي ديبي إيتنو في المنفى بمصر
