05 ديسمبر 2025

أبرمت الولايات المتحدة اتفاقا بقيمة 4 مليارات دولار لتوريد الغاز الطبيعي المُسال إلى مصر عبر شركة “هارتري بارتنرز” الأمريكية، في خطوة وصفتها تقارير إسرائيلية بأنها قد تؤثر على أكبر عقود الغاز الموقعة بين القاهرة وتل أبيب.

وذكرت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية أن الصفقة الجديدة تأتي في وقت تواجه فيه مصر نقصا متزايدا في إمدادات الغاز المحلية، بعد التراجع الملحوظ في إنتاج حقل “ظهر” العملاق في البحر المتوسط، الذي يقدر احتياطه بنحو 850 مليار متر مكعب وهو حجم يعادل تقريبا إجمالي الاحتياطيات الإسرائيلية.

وأشار التقرير إلى أن القاهرة، التي كانت مصدرا صافيا للغاز سابقا، تحولت إلى مستورد كبير بفعل ارتفاع الاستهلاك المحلي، وخاصة في الصناعات الثقيلة التي تستحوذ وحدها على أكثر من نصف الطلب من الحديد والصلب إلى الأسمدة والبتروكيماويات وسط استمرار دعم الحكومة لهذه القطاعات، الأمر الذي يزيد الضغط على الشبكة الوطنية للطاقة.

وفي تعليق على الصفقة، قال نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لانداو في منشور عبر منصة “إكس” إن الاتفاق يعزز العلاقات التجارية بين واشنطن والقاهرة، ويوفر فرص عمل أمريكية، فضلًا عن ضمان إمدادات طاقة مستقرة ومنخفضة التكلفة لشركاء مثل مصر.

وتأتي هذه التطورات بينما لا تزال صفقة الغاز التي أبرمتها مصر مع مشغلي حقل “ليفيتان” الإسرائيلي  والبالغة قيمتها 35 مليار دولار غير محسومة بشكل نهائي، بعدما أخرت وزارة الطاقة الإسرائيلية التصديق عليها بسبب مخاوف تتعلق بتأمين احتياجات السوق المحلي.

وتشير “غلوبس” إلى أن الخلافات حول تسعير الغاز بين شركة الكهرباء الإسرائيلية ومشغلي حقل “تامار” جعلت الأخير شبه المصدر الوحيد القادر على تلبية الطلب الداخلي، ما زاد القلق من السماح برفع كميات التصدير لصالح مصر.

ورغم أن الكميات التي ستقدمها الشركة الأمريكية لمصر أصغر حجمًا وأكثر تكلفة مقارنة بالغاز الإسرائيلي، فإن توقيع الاتفاق يعكس رغبة القاهرة في تنويع مصادر الإمداد بعد تقلص الإنتاج المحلي.

وانعكس هذا المشهد على البورصة الإسرائيلية، حيث سجلت أسهم الشركات المرتبطة بـ“ليفيتان” و“تامار” تراجعا بفعل حالة عدم اليقين.

ويعد الغاز الطبيعي عنصرا محوريا في منظومة الطاقة والاقتصاد في الشرق الأوسط، فيما تسعى مصر لضمان إمدادات مستقرة، خاصة بعد تحولها خلال السنوات الأخيرة من دولة مصدرة إلى دولة تعتمد على الاستيراد.

واكتشف حقل “ظهر” عام 2015 ليصبح أحد أهم الاكتشافات في المتوسط، بينما بدأ ضخ الغاز التجاري من “ليفيتان” عام 2020 قبل أن تتعقّد خارطة الطاقة الإقليمية بسبب التنافس الدولي والضغوط السياسية داخل إسرائيل.

زيادة مخصصات الصحة في موازنة مصر الجديدة

اقرأ المزيد