05 ديسمبر 2025

في خطوة أثارت موجة انتقادات، وقعت حكومة الوحدة الوطنية الليبية منتهية الولاية برئاسة عبد الحميد الدبيبة اتفاقية عسكرية مع وزارة الدفاع التركية، تُمنح بموجبها أنقرة صلاحيات ميدانية واسعة داخل الأراضي الليبية، وسط انقسام سياسي وعسكري متفاقم في البلاد.

وتم توقيع الاتفاقية خلال زيارة رسمية لوكيل وزارة الدفاع الليبية إلى أنقرة، وتتضمن التعاون في مجالات التدريب العسكري والدعم الفني واللوجستي، وجاءت وفق بيان وزارة الدفاع في طرابلس ضمن “خطة لتطوير قدرات الجيش الليبي”.

وتتيح بنود الاتفاق للقوات التركية حرية تنقل تامة بالسلاح والزي العسكري، وتعفيهم من أي مساءلة قانونية داخل ليبيا، ما فجّر انتقادات واسعة من قبل خبراء وسياسيين، اعتبروا أن ما يجري هو “ترسيخ لوجود عسكري تركي دائم”، لا شراكة متوازنة لبناء جيش وطني.

وصف المحلل الليبي عبد الله الديباني الاتفاق العسكري بين طرابلس وأنقرة بأنه يمنح تركيا نفوذا غير مسبوق داخل ليبيا، ويمتد لثلاث سنوات قابلة للتجديد، ويشمل حرية استخدام الموانئ والقواعد، مع إعفاءات مالية وتسهيلات اقتصادية، بينها فتح فروع للبنوك التركية داخل المنشآت العسكرية.

وفي المقابل، شكك خبراء في شرعية الاتفاق، حيث تم توقيعه من قبل مسؤول لا يحمل صفة عسكرية رسمية، واعتبر إدريس احميد أن توقيع اتفاق بهذا الحجم في الغرب الليبي الذي يعاني من فوضى المجموعات المسلحة يفتقر إلى الشرعية، داعيًا لإبرام مثل هذه الاتفاقات ضمن توافق وطني ومؤسسات شرعية.

وأثار الاتفاق توترات مع مصر ودول شرق المتوسط، واعتبره مراقبون تهديدا للسيادة الليبية، ويقوّض موقع طرابلس التفاوضي دوليا، كما دانت القيادة العسكرية في الشرق الاتفاق، ورفضه البرلمان باعتباره باطلا دستوريا، فيما اتهمت الحكومة بنغازي الدبيبة بـأنه يقامر بالسيادة.

ووقعت ليبيا مذكرة تفاهم في 4 أبريل 2012 بالعاصمة أنقرة بهدف تدريب القوات الليبية، تلاها اتفاق أمني وعسكري (27 نوفمبر 2019) بين حكومة الوفاق الوطني الليبية وتركيا في إسطنبول، كما صوت البرلمان التركي لصالح إرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق، وهو تفويض لمدة عام بدأ تنفيذه في 5 يناير 2020، مع توظيف طائرات مسيرة ودعم فني.

وفي (1 مارس 2024) تم توقيع مذكرة تفاهم جديدة في أنطاليا بين رئيس الدبيبة ووزير الدفاع التركي يشار غولر، بصلاحية تنفيذ مدتها ثلاث سنوات قابلة للتجديد، وتهدف لتعزيز القدرات للجيش الليبي.

أكثر من 100 ألف مهاجر عادوا طوعاً من ليبيا

اقرأ المزيد