اتفاق السلام الذي وقع مؤخرا في بانغي بين جماعات متمردة في جمهورية إفريقيا الوسطى، بوساطة تشادية ودعم روسي، أثار موجة رفض من قبل معارضين سياسيين ومجموعات في الخارج، وسط اتهامات بتدخلات إقليمية “تفتقر للشرعية”.
ووقعت جماعتا “العودة والاستصلاح والتأهيل” و”الاتحاد من أجل السلام” اتفاقا لوقف الأعمال القتالية في العاشر من يوليو الجاري، عقب مفاوضات طويلة جرت في نجامينا بمشاركة الحكومة التشادية وبرعاية مباشرة من الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، وحضور رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فوستين أركانج تواديرا.
وشهدت مراسم التوقيع تسليما رمزيا للسلاح من جانب أكثر من 5000 عنصر مسلح، بحضور مدربين روس وممثلين عن مجموعة فاغنر، الذين لعبوا دورا في نزع سلاح المقاتلين وتعزيز الانخراط في العملية السلمية، بحسب ما أكد قادة الجماعات المسلحة خلال كلماتهم في الحفل.
غير أن الاتفاق أثار ردود فعل غاضبة من أطراف معارضة، أبرزها “حركة التجمع المتحد”، التي نددت بما وصفته بـ”تدخل تشاد في شؤون جمهورية إفريقيا الوسطى”، واعتبرت الاتفاقية “مفروضة وغير شرعية”، مطالبة بانسحاب القوات التشادية من البلاد والإفراج عن قادة متمردين محتجزين في نجامينا.
وفي بيان أصدرته الحركة، أعلنت عزمها تنظيم تظاهرة احتجاجية أمام السفارة التشادية في باريس يوم 26 يوليو، رفضا لما أسمته “مصادرة القرار الوطني” ودفاعًا عن السيادة الشعبية.
وجاء الاتفاق الموقع، بعد اتفاق مماثل وقع عام 2019 مع 14 فصيلا متمردا، يتضمن بنودا تنص على الوقف الفوري للقتال، والاعتراف بسلطة الدولة المركزية، وإعادة إدماج العناصر المنزوعة أسلحتهم في الحياة العامة، إلى جانب تشكيل لجنة مراقبة برئاسة تشادية لضمان تنفيذ البنود.
التحالف الإسلامي العسكري يطلق برنامجاً لمكافحة الإرهاب في دول الساحل
