الحكومة التشادية توصلت، الثلاثاء، إلى اتفاق سلام مع ميليشيا متمردة في مدينة ميسكي بولاية تيبستي الحدودية مع ليبيا، منهية بذلك سنوات من التوترات الأمنية والصراعات المرتبطة باستغلال مناجم الذهب.
ووفق ما نشره الوسيط التشادي إبراهيم إيدجي محمد عبر صفحته على “فيسبوك”، فإن الاتفاق بين مقاتلي “لجنة الدفاع الذاتي” في ميسكي وحكومة نجامينا “يمثل عودة السلام بشكل نهائي إلى مدينة ميسكي وكامل ولاية تيبستي”، بعد توقيع “آخر مجموعة منشقة” على الوثيقة.
وينص الاتفاق، الموقع من جانب صالح كبزابو وسيط الجمهورية، على منح عفو عام لأفراد قوات الدفاع والأمن التشادية والمقاتلين المتمردين الذين شاركوا في اشتباكات أعوام 2019 – 2020، إضافة إلى دمج أعضاء “لجنة الدفاع الذاتي” في صفوف الجيش أو الشرطة بعد فترة تدريب.
ويحظر الاتفاق الدخول في مواجهات عسكرية مباشرة بين الطرفين، خاصة أن عناصر من قوات الدفاع الذاتي كانوا قد نصبوا قناصين على الطرق الرئيسة لتأمين مداخل ميسكي ومنع تقدم الجيش التشادي إلى داخل المنطقة.
وشهدت تيبستي خطوة أخرى لترسيخ السلام مع تسليم مجموعات “الدفاع الذاتي” جميع الحواجز التي كانت تسيطر عليها إلى قوات الدفاع والأمن التشادية، ما يفتح الطريق أمام عودة سلطة الدولة إلى المنطقة الغنية بالذهب.
يُذكر أن ميسكي، الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر من برداي عاصمة تيبستي، كانت لسنوات طويلة خاضعة لسيطرة مجموعات متمردة حالت دون وصول الحكومة إليها لاستغلال مناجم الذهب.
ومنذ استقلال تشاد عن فرنسا عام 1960، جذبت منطقة تيبستي آلاف الباحثين غير الشرعيين عن الذهب من داخل البلاد وخارجها، وشهدت في يونيو 2022 واحدة من أعنف المجازر في صحرائها الشاسعة، أسفرت عن مقتل نحو 100 من المنقبين غير القانونيين.
البرلمان الليبي يرفض المشاركة في حوار سياسي مع حكومة الوحدة الوطنية
