05 ديسمبر 2025

تستعد روسيا والمغرب لتوقيع اتفاقية ثنائية لحماية وتشجيع الاستثمارات، في خطوة تعكس توسّع الحضور الاقتصادي الروسي في القارة الإفريقية، وتعزيز التعاون التجاري مع دول الشمال الإفريقي.

ووفقا لبيان صادر عن وزارة التنمية الاقتصادية الروسية، تأتي هذه الاتفاقية ضمن استراتيجية موسكو الجديدة لتنويع الشراكات الاقتصادية، وتهيئة بيئة قانونية آمنة للمستثمرين الروس والأفارقة على حد سواء.

وتشمل الاتفاقيات المشابهة التي أبرمتها روسيا مؤخرا الكونغو ومالي ونيجيريا وتنزانيا وبوركينا فاسو، في إطار هدفها مضاعفة حجم التبادل التجاري مع إفريقيا بحلول عام 2030.

وقال مسؤولون روس إن إفريقيا تمثل “الوجهة الاقتصادية الواعدة” في السياسة الخارجية الروسية، مؤكدين أن الاتفاقيات الجديدة تهدف إلى ضمان الحماية القانونية للمشاريع المشتركة وتشجيع الاستثمارات في قطاعات الطاقة والزراعة والبنية التحتية.

ويأتي التحرك بعد أن بلغ حجم المبادلات التجارية بين روسيا والقارة الإفريقية نحو 27 مليار دولار في عام 2024، تتركز 70% منها في دول شمال إفريقيا.

ويبرز المغرب كأحد أهم الشركاء التجاريين لروسيا في المنطقة، إذ يُعد من أبرز مورّدي الفواكه والخضروات للسوق الروسية، حيث بلغت الواردات الروسية من الفواكه 1.3 مليون طن خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2025، تتصدرها الموز والمندرين والكمثرى.

وفي المقابل، تضاعفت الصادرات الزراعية الروسية إلى المغرب ثلاث مرات خلال عام 2024 لتصل إلى 280 مليون دولار، مع توقعات بارتفاعها إلى 350 مليون دولار خلال السنوات المقبلة. وتشمل هذه الصادرات القمح وزيت دوار الشمس وشحنات الكسب التي استؤنف توريدها بعد توقف دام سنوات.

ويرى مراقبون أن هذا التطور الاقتصادي يعكس دفئًا سياسيًا متزايدًا بين الرباط وموسكو، خصوصًا بعد الموقف المغربي المتوازن من الحرب الروسية الأوكرانية، الذي اعتبرته موسكو “نموذجًا للعقلانية الدبلوماسية”.

المغرب: نصف عدد الناشطين في سوق العمل لا يحملون أي شهادة

اقرأ المزيد