حذرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) من فرض عقوبات تستهدف الأطراف التي تعرقل مسار العودة إلى الحكم المدني في غينيا بيساو، مؤكدة رفضها القاطع لأي محاولات للانقلاب على المسار الدستوري في المنطقة.
وجاء التحذير في ختام القمة العادية للمنظمة التي استضافتها العاصمة النيجيرية أبوجا، وأوضحت “إيكواس” أن تحذيرها يأتي على خلفية التطورات التي أعقبت الانقلاب العسكري في غينيا بيساو أواخر نوفمبر الماضي، قبيل إعلان النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي أُجريت في 23 من الشهر نفسه، وذلك بعد ان أعلن الجيش سيطرته على مفاصل الدولة.
وجرى توقيف الرئيس عمر سيسوكو إمبالو، قبل أن يغادر البلاد لاحقا، مع تعليق العملية الانتخابية وسط توتر سياسي حاد.
وفي بيان أعقب القمة، أكد رئيس مفوضية “إيكواس” عمر عليو توري أن المنظمة “لن تتسامح مع أي خطوات تعيق الانتقال السياسي”، مشيرا إلى أن العقوبات المحتملة ستطال أفرادا أو جماعات بعينها، وليس الدولة ككل.
وأضاف توري أن قوة حفظ السلام التابعة للمنظمة، المنتشرة في غينيا بيساو منذ عام 2022، تملك تفويضا واضحا بحماية القادة السياسيين والمؤسسات الوطنية، وضمان عدم الانزلاق نحو فراغ دستوري طويل الأمد.
وشكلت أزمة غينيا بيساو محورا رئيسيا في أعمال قمة أبوجا، إلى جانب محاولة الانقلاب الفاشلة في بنين قبل أسبوع واحد فقط، وهي حادثة دفعت نيجيريا إلى اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية، شملت نشر مقاتلات وقوات عسكرية، مدعومة بتنسيق استخباراتي فرنسي، بهدف حماية النظام المدني ومنع تكرار سيناريوهات الانقلاب.
وتأتي هذه التطورات في سياق إقليمي مضطرب، إذ تشهد دول غرب إفريقيا منذ عام 2020 موجة غير مسبوقة من الانقلابات العسكرية، أطاحت بحكومات منتخبة في مالي وغينيا وبوركينا فاسو والنيجر، ولا تزال هذه الدول تخضع لحكم مجالس عسكرية، ما يضع “إيكواس” أمام اختبار متواصل لفاعلية أدوات الردع والضغط التي تعتمدها.
وفي هذا الإطار، اعتبر توري أن ما تشهده المنطقة يعكس “المعنى الحقيقي للتضامن الإقليمي”، مؤكدا أن الحفاظ على الاستقرار السياسي والدستوري بات أولوية جماعية، في ظل تنامي التحديات الأمنية وتراجع الثقة بالمسارات الديمقراطية في عدد من دول الإقليم.
تصاعد الخلاف الدبلوماسي بين النيجر وبنين بشأن تصدير النفط
