05 ديسمبر 2025

الشركة السودانية للموارد المعدنية، أعلنت أن إنتاج البلاد من الذهب خلال النصف الأول من العام الجاري بلغ 37.3 طنا، في وقت يشهد فيه القطاع تحولات كبيرة مدفوعة بارتفاع عدد العاملين في التعدين التقليدي إلى نحو 4 ملايين شخص، مقابل مليوني عامل قبل اندلاع الحرب.

وقال المدير العام للشركة، محمد طاهر عمر، في لقاء مع عدد من الصحفيين، إن معظم الإنتاج جاء من ولايات نهر النيل، والشمالية، والبحر الأحمر، وهي المناطق الثلاث التي تشكل حاليا قلب النشاط التعديني بعد تقلص المساحة الجغرافية المتاحة للتعدين إلى ست ولايات فقط، مقارنة بـ14 ولاية قبل اندلاع النزاع المسلح.

وتصدر السودان 64 طنا من الذهب خلال عام 2024، إلا أن ما يقارب نصف الإنتاج لم يدخل القنوات الرسمية، إذ أكد عمر أن 48% من الذهب المنتج في العام الماضي تم تهريبه، بينما تم تصدير 52% فقط عبر الآليات القانونية المعتمدة.

وربط المسؤول السوداني الارتفاع الحاد في أعداد العاملين بالتعدين التقليدي بانكماش القطاعات الأخرى بسبب الحرب، حيث تحوّل الكثير من العاطلين عن العمل إلى المناجم بحثا عن مورد رزق، إلى جانب دخول رؤوس أموال كانت تنشط في مجالات اقتصادية أخرى، توقفت بفعل الظروف الأمنية.

وفي المقابل، أشار عمر إلى أن عدد الشركات المسجلة في قطاع التعدين بلغ 162 شركة، منها 40 شركة أجنبية، لكن 30 شركة فقط هي التي تنتج فعلياً. كما تضم فئة “التعدين الصغير” حوالي 220 شركة، إلا أن 70 شركة فقط تزاول النشاط على الأرض.

وتعتزم الشركة إطلاق إجراءات لإلغاء رخص الشركات غير الملتزمة، إلى جانب إدخال نظام رقابة إلكتروني عبر الأقمار الصناعية لمراقبة الإنتاج وضبط عمليات التهريب، وذلك بدءًا من الربع الأخير من العام الجاري. ويهدف النظام إلى الحد من استخدام المواد الكيميائية الضارة، وتحسين الشفافية في سلاسل التوريد.

وفي ظل التحديات الأمنية، أكد عمر أن الحكومة تواجه صعوبات في مراقبة الإنتاج في عدد من الولايات، خاصة في إقليم دارفور وأجزاء من كردفان، مشيرا إلى أن غياب السيطرة في هذه المناطق يمنع حصر الكميات المنتجة أو إدخالها في النظام الرسمي.

وحول الجدل بشأن تصدير الذهب إلى دول تتهمها الحكومة السودانية بدعم أطراف مسلحة، شدد عمر على أن الذهب ليس مملوكا للدولة وإنما للمنتجين من الشركات والأفراد، الذين يمتلكون حرية تصديره، مع الإشارة إلى مبادرة تقدمت بها الشركة لتمكين الحكومة من شراء الذهب مباشرة من المنتجين، لكنها لم تفعل بعد.

يذكر أن إنتاج السودان من الذهب بلغ ذروته في عام 2017 بوصوله إلى 107 أطنان، قبل أن يتراجع تدريجيا خلال الأعوام التالية، حيث بلغ في 2023 نحو 6.4 أطنان فقط، في حين لم يتجاوز 43 طنا في العام 2022.

ويتصدر الذهب قائمة صادرات السودان غير النفطية، إذ مثّل عام 2022 نحو 46.3% من إجمالي الصادرات، بقيمة بلغت 2.02 مليار دولار من أصل 4.35 مليارات دولار.

 

السودان.. فيضانات وادي كجا تهدد مدينة الجنينة في غرب دارفور بكارثة إنسانية جديدة

اقرأ المزيد