موجة من غضب في الأوساط العلمية والدينية والإعلامية المغربية تصاعدت إثر قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إعفاء رئيس المجلس العلمي المحلي بمدينة فكيك، محمد بنعلي، بعد نشره تدوينة تضامنية مع غزة وصف فيها الصمت العربي تجاه المجازر الإسرائيلية بأنه “تواطؤ جماعي”.
واتخذ القرار وزير الأوقاف، أحمد التوفيق، دون توضيح رسمي للأسباب، أثار موجة واسعة من الانتقادات، إذ ربطت العديد من التدوينات بين الإعفاء وتدوينة نشرها بنعلي قبل نحو شهر، عبر فيها عن موقف حاد من الصمت العربي الرسمي والشعبي تجاه ما وصفه بـ”إبادة جماعية يتعرض لها الشعب الفلسطيني”.
وفي نص التدوينة التي يعتقد أنها السبب غير المعلن للإقالة، كتب بنعلي”: أيها المسلمون… لقد أصبحت الإبادة في غزة لا تطاق، ونحن شركاء في هذا الجرم بصمتنا، أين العلماء؟ أين الحكام؟ أين الأمة؟”، مضيفا أن “علماء هذا الزمان انشغلوا بالنوافل وتركوا واجب نصرة المظلومين.”
ورغم أن الوزارة أرجعت القرار إلى عدم انتظام الحضور، أقر بنعلي بذلك ضمن تدوينة وداع نشرها صباح الجمعة الماضي، غير أنه لمح إلى أسباب أعمق، قائلاً إن إعفاءه “انتقال من حركة مقيدة بضوابط المجلس الأعلى إلى حركة لا قيود فيها”، ما اعتبر إشارة واضحة إلى موقفه من القضية الفلسطينية.
ولم تتأخر ردود الفعل ، إذ وصف الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، القرار بأنه “انتهاك لحرية الرأي، وتعسف بلا مبرر”، مستنكرا صمت الوزارة وعدم تقديم أي تفسير رسمي مكتوب أو شفهي للإعفاء.
ومن جهتها، أصدرت الهيئة العلمية لجماعة “العدل والإحسان” بيانا دعت فيه علماء المغرب إلى الخروج عن “مقاعد الصمت” والتحرك العلني لنصرة القضية الفلسطينية، معتبرة أن ما يجري في غزة “إبادة متواصلة لا يجوز السكوت عنها شرعًا ولا أخلاقا”.
كما وصف إعلاميون ومدونون القرار بـ”الجائر”، متهمين الوزارة بـ”الخضوع لأجندات التطبيع”، و”معاقبة الأصوات الحرة الرافضة للخنوع”، واعتبر بعضهم أن الإعفاء يمثل “وسام شرف لا وصمة عار” لبنعلي، بينما وصف آخرون الوزير التوفيق بأنه “قاطع أرزاق”، متهمينه بممارسة الاستبداد وتغليب الحسابات السياسية على الاعتبارات الدينية.
الصحراوي ينضم إلى “أسود الأطلس” ضمن موجة استقطاب المواهب المغربية المهاجرة
