05 ديسمبر 2025

الدوحة تشهد توقيع إعلان مبادئ بين حكومة الكونغو الديمقراطية وحركة “إم 23” لوقف دائم لإطلاق النار، تمهيداً لإنهاء القتال شرق البلاد وبدء مصالحة وطنية شاملة.

وجاء التوقيع تتويجاً لسلسلة من المفاوضات المعقّدة التي استضافتها قطر منذ مارس الماضي، بمشاركة مباشرة من الطرفين المتنازعين، وبرعاية قطرية وبدعم دولي واسع شمل الولايات المتحدة، وأكدت الأطراف أن الاتفاق يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الشراكة بين جميع مكونات المجتمع الكونغولي، ويشكّل قاعدة لإطلاق مفاوضات تهدف إلى التوصل إلى سلام دائم يعالج جذور النزاع.

وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد بن عبد العزيز الخليفي، إن إعلان المبادئ “يمهّد لخارطة طريق عملية من أجل المصالحة الوطنية، ويكرّس التزاماً صريحاً بوقف العنف والهجمات”، مشيراً إلى أن جهود قطر في هذا الملف بدأت منذ استضافة الدوحة للقاء جمع رئيسي رواندا والكونغو الديمقراطية في مارس الماضي، والذي شكّل نقطة انطلاق حقيقية للحوار بين الجانبين.

وأضاف الخليفي أن الإعلان لا يقتصر على وقف إطلاق النار، بل يؤسس لمفاوضات سياسية مباشرة تسعى لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع، مؤكداً أن قطر لعبت دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر وتوفير بيئة حوار آمنة ومحايدة، انعكست نتائجها اليوم على أرض الواقع.

ويأتي هذا الإعلان بعد أقل من شهر على توقيع اتفاق واشنطن بين الكونغو ورواندا في 27 يونيو الماضي، والذي مهّد لتقارب سياسي وأمني بين البلدين، وأسّس لمرحلة تنسيقية جديدة سبقت اتفاق الدوحة.

وفي السياق ذاته، أشاد المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص بالشؤون الإفريقية بالدور الحيوي الذي أدّته قطر في التوسط للوصول إلى الاتفاق، قائلاً إن “دولة قطر معروفة بدورها الريادي في حل النزاعات حول العالم”، وعبّر عن تقديره الكبير للدوحة على ما بذلته من جهود أساسية في هذا الملف.

ولفت المبعوث الأمريكي إلى أن النزاع في الكونغو تسبّب في نزوح أكثر من ثمانية ملايين شخص خلال السنوات الأخيرة، مؤكداً أن معظم المبادرات السابقة لإنهاء الصراع لم تفضِ إلى نتائج ملموسة، ما يجعل اتفاق الدوحة “فرصة نادرة ومهمة للسلام المستدام”.

وعلى مدار العقدين الماضيين، لعبت قطر دوراً مؤثراً في تسهيل اتفاقيات سلام وتسوية نزاعات معقدة على مستوى العالم، من بينها الأزمة في دارفور، والحوار اللبناني، ومفاوضات أفغانستان، وصولاً إلى جهودها الحالية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تعكس استمرار حضورها الفاعل في مشهد الوساطة الدولية.

ليبيا تحتل المرتبة الـ146 عالميا على مؤشر الرخاء لعام 2023

اقرأ المزيد