05 ديسمبر 2025

أقدم مسلحون يشتبه بانتمائهم لجماعات متطرفة في شمال مالي على خطف الناشطة على منصة “تيك توك” مريم سيسيه وإعدامها علنا، بعد اتهامها بالتعاون مع الجيش المالي، في جريمة هزت الرأي العام داخل البلاد وخارجها.

وقالت أسرتها ومسؤولون محليون إن الشابة البالغة من العمر نحو 20 عاما، والتي يتابعها قرابة 90 ألف شخص على المنصة، كانت تنشر مقاطع فيديو عن حياتها اليومية في مدينة تونكا بمنطقة تمبكتو، قبل أن يتم اعتقالها من قبل مسلحين يوم الخميس الماضي.

ووفق رواية شقيقها، فإن المسلحين اتهموها بـ”إبلاغ الجيش بتحركاتهم”، واقتادوها على متن دراجة نارية إلى ساحة الاستقلال في تونكا، حيث أطلقوا عليها النار أمام حشد من السكان في اليوم التالي، قائلا: “كنت بين الحضور حين أعدموها، ولم يستطع أحد التدخل”.

وأكد مصدر أمني أن عملية القتل تمت على يد عناصر من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة، بعد اتهامها بتصوير تحركاتهم لصالح الجيش المالي، واصفا الحادثة بأنها “عمل همجي وصادم”، كما وصف مسؤول محلي الواقعة بأنها “جريمة خسيسة تهدف إلى نشر الخوف وإسكات المدنيين”.

وأثار مقتل مريم سيسيه موجة من الغضب الشعبي والحزن في أوساط الماليين، خاصة في ظل تصاعد العنف المسلح الذي تشهده البلاد منذ عام 2012، حين اندلع التمرد الجهادي الذي ما زال يهدد مناطق واسعة من الشمال والوسط.

وتأتي الجريمة في وقت تشهد فيه مالي أزمة إنسانية حادة جراء الحصار الذي تفرضه الجماعات المرتبطة بالقاعدة، والذي أدى إلى نقص حاد في الوقود والمواد الغذائية، واضطر الحكومة إلى إغلاق المدارس وعرقلة موسم الحصاد في عدد من المناطق الريفية.

ويواجه المجلس العسكري الحاكم في باماكو صعوبات متزايدة في احتواء التدهور الأمني بعد انسحاب قوات الأمم المتحدة، فيما تستغل الجماعات الجهادية الفراغ الأمني لتوسيع نفوذها في مناطق الشمال.

مالي.. مقتل 5 جنود في اشتباك مع تنظيم “القاعدة”

اقرأ المزيد