منظمة “إس أو إس ميديتيراني” وطاقم سفينة “أوشن فايكينغ” يرفعون دعوى في فرنسا يتهمون خفر السواحل الليبي بالشروع في القتل والتواطؤ مع مجرمين بعد هجوم مسلح على السفينة أغسطس الماضي.
وقالت صوفي بو، المديرة التنفيذية للمنظمة، في مقطع فيديو نُشر الأربعاء على مواقع التواصل الاجتماعي: “هذه أخطر هجمة نتعرض لها منذ عشر سنوات”.
وأوضحت المنظمة أن الهجوم استهدف السفينة التي كانت على متنها 34 من أفراد الطاقم و 87 من اللاجئين الذين تم إنقاذهم، وأسفر عن أضرار مادية، لكن دون تسجيل إصابات بشرية.
وذكر بيان المنظمة أن الهجوم وقع في 24 أغسطس في المياه الدولية قبالة سواحل ليبيا، حين اقترب زورق تابع لخفر السواحل الليبي وأمر السفينة بمغادرة المنطقة، قبل أن يطلق النار مباشرة لمدة نحو عشرين دقيقة، ما تسبب في تدمير أربع نوافذ وثلاثة قوارب إنقاذ وهوائيين اثنين، بحسب الصور والوثائق التي نشرتها المنظمة على منصة “إكس”.
وكانت هذه الدعوى الثانية بعد تقديم شكوى أولى في 5 سبتمبر أمام النيابة العامة في مدينة سيراكوزا الإيطالية، بينما رفعت الدعوى الجديدة أمام النيابة العامة في مرسيليا، مقر المنظمة، بهدف تحديد المسؤوليات وتحميل قيادة خفر السواحل الليبي المسؤولية عن الأوامر الصادرة أثناء الحادث.
وطالبت المنظمة بإجراء تحقيق مستقل وشفاف، ومحاسبة منفذي الهجوم وكل من يقف خلفهم، بما في ذلك الجهات الممولة والمسلحة.
ومنذ عام 2017، سمحت إيطاليا، بدعم من الاتحاد الأوروبي، لليبيا بتنسيق عمليات الإنقاذ في وسط البحر المتوسط، لتشمل اعتراض قوارب المهاجرين وتلقي الدعم المالي واللوجستي من الاتحاد الأوروبي، ما أثار انتقادات واسعة لدى منظمات إنسانية.
وأكدت المحامية ماري جوفروى، ممثلة الطاقم الفرنسي، أن تقديم الشكوى ضد مجهول خطوة ضرورية لتحديد المسؤوليات الجنائية للجهات التي قدمت الدعم المادي لخفر السواحل الليبي، ما مكّنهم من تنفيذ الهجوم.
وأشارت إلى أن الزورق المستخدم في إطلاق النار تم تزويده ضمن برنامج ممول من الاتحاد الأوروبي، رغم استخدامه لأعمال عنف ضد منظمات إنسانية.
وشددت صوفي بو على أن الهجوم على “أوشن فايكينغ” ليس حادثاً معزولاً، موضحة أن خفر السواحل الليبي سبق أن أطلق النار على سفينة المنظمة في مارس 2024 ويوليو 2023 خلال عمليات إنقاذ، ما تسبب بخوف اللاجئين وغرق بعضهم.
ورداً على الاستفسارات الأوروبية، أكدت المفوضية الأوروبية في نهاية سبتمبر أن السلطات الليبية فتحت تحقيقاً بالحادث، وأن بروكسل تنتظر نتائج التحقيق، في حين دعت منظمات غير حكومية الاتحاد الأوروبي مراراً إلى إنهاء شراكته مع ليبيا، والاعتماد على قوة أوروبية رسمية للبحث والإنقاذ في وسط البحر المتوسط، بدلاً من المنظمات الإنسانية.
مهرجان قرطاج الدولي يستبعد فنانة فرنسية وسط اتهامات بدعم إسرائيل
