في تطور جديد يعكس تعقيدات المشهد الليبي، أفادت مصادر إعلامية محلية بإسقاط طائرة مسيرة تركية من طراز “أكينجي” قرب مدينة العجيلات غربي البلاد.
ووفقاً لمصدر عسكري، فإن الطائرة، التي تُعد واحدة من أكثر المسيرات تطوراً في الصناعة العسكرية التركية، أُسقطت أثناء تحليقها على ارتفاع شاهق بنيران “جهة مجهولة”.
ولم تحدث العملية في ميدان قتال تقليدي، وإنما خلال مهمة غير واضحة المعالم، ما أثار تكهنات بشأن الأهداف التي كانت الطائرة تنفذها في هذه المنطقة.
وأكد المصدر ذاته أن الطائرة لم تكن مجهولة بالكامل، حيث جرى رصدها سابقاً عبر الأقمار الصناعية داخل الكلية الجوية بمصراتة، حيث كانت مخزنة في دشم خاصة، في مؤشر على إعداد دقيق لاستخدامها من قبل حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية.
وتواجه هذه الحكومة اتهامات متزايدة بشراء معدات عسكرية متطورة من تركيا سراً، في مخالفة واضحة لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.
وتأتي هذه الواقعة في سياق تصاعد الانتقادات لحكومة عبد الحميد الدبيبة، التي تتهمها أطراف سياسية بإنفاق الأموال العامة على عقود تسليحية غير معلنة، بما في ذلك الطائرات المسيرة التي استُخدمت في عمليات أمنية وعسكرية غير معلنة.
كما أن سقوط “أكينجي” في هذا التوقيت يسلط الضوء مجدداً على طبيعة العلاقة بين حكومة الدبيبة وأنقرة، والتي طالما وُصفت بأنها قائمة على المصالح الأمنية والعسكرية المتبادلة.
وفي المقابل، تواجه تركيا أيضاً انتقادات متزايدة بسبب استمرار تدخلها في ليبيا، حيث يُنظر إلى دعمها العسكري لحكومة الدبيبة على أنه عامل يؤجج الصراع القائم.
وسقوط طائرة “أكينجي”، التي تُعد رمزاً للتفوق التكنولوجي التركي في مجال الطائرات المسيرة، يثير تساؤلات حول مدى فاعلية هذه التقنيات في بيئات القتال المختلفة، كما أنه يُشكل ضربة لصورة تركيا العسكرية في المنطقة.