أعلنت حكومة بنيامين نتنياهو عن تعيين أول ملحق اقتصادي إسرائيلي في المغرب، وسط احتجاجات مستمرة ضد الحرب على غزة، ويتزامن هذا القرار مع ردود فعل متباينة من المجتمع المدني المغربي الذي يطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل.
في خطوة تثير الجدل، قررت حكومة بنيامين نتنياهو تعيين أول ملحق اقتصادي إسرائيلي في مكتبها الدبلوماسي بالرباط، وذلك في وقت تشهد فيه مدن مغربية احتجاجات متواصلة ضد الحرب على غزة.
جاء القرار الإسرائيلي لـ”تجسيد الإمكانات الاقتصادية الكامنة في التعاون مع العالم العربي” وفقاً لمصادر عبرية.
واختارت إسرائيل أفيخاي ليفين، المسؤول البارز في وزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية، ليشغل منصب الملحق الاقتصادي الأول بالمغرب.
ويتمتع ليفين بخبرة واسعة في العلاقات التجارية مع العالم العربي، حسبما أفادت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية.
ووصف موتي هاجاي، المدير العام لوزارة الاقتصاد الإسرائيلية، هذا التعيين بأنه “خطوة هامة تجسد إمكانات العلاقات التجارية التي انطلقت بتوقيع اتفاقيات أبراهام”.
من جانبه، أكد روي فيشر، مدير قسم التجارة الخارجية، أن الملحقين الاقتصاديين يمثلون “القوة العاملة في الميدان” لإنشاء روابط تجارية وفتح أسواق جديدة.
يأتي هذا التعيين في وقت تواصل فيه الحكومة المغربية تعزيز علاقاتها مع إسرائيل، متجاهلةً بذلك مطالب واسعة من هيئات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والنقابات المهنية التي تطالب بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني بسبب انتهاكاته المستمرة للقانون الدولي في غزة.
شهدت العلاقات المغربية-الإسرائيلية حالة من الركود بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، بعد أن كانت تشهد زخماً قوياً إثر توقيع اتفاقيات التطبيع عام 2020 برعاية أمريكية.
وكانت إسرائيل قد عينت يوسي بن ديفيد رئيساً جديداً لمكتب الاتصال في الرباط سبتمبر الماضي، خلفاً لديفيد غوفرين الذي أُقيل بعد اتهامات بالتحرش الجنسي.
في المقابل، تواصلت المظاهرات والوقفات الاحتجاجية في عدة مدن مغربية تضامناً مع الشعب الفلسطيني.
ونظمت “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” وقفة أمام البرلمان المغربي بالرباط، فيما شهدت الدار البيضاء وقفة مماثلة أمام القنصلية الأمريكية.
وصف بيان الوقفة الاحتجاجية ما يحدث في غزة بأنه “حملة منظمة للإبادة والتطهير العرقي”، واتهم الولايات المتحدة وبريطانيا بأنهما “شركاء في الجريمة” بسبب دعمهما المستمر لإسرائيل.
ودعا المشاركون إلى مقاطعة الشركات والمؤسسات التي “تتواطأ بالصمت أو التبرير” مع سياسات الاحتلال.
ترى الصحيفة العبرية أن إنشاء المكتب الاقتصادي الإسرائيلي بالرباط يهدف إلى هيكلة التجارة الثنائية وتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والزراعة والطاقة المتجددة، بما يعكس استمراراً لاتفاقيات أبراهام الموقعة عام 2020.
الاحتجاجات تتصاعد في المغرب والاتحاد الأوروبي يطالب بالهدوء
