اتهم وزير الإعلام الإريتري يماني قبر مسقل، القيادة السياسية في إثيوبيا بالسعي إلى “تأجيج صراع لا مبرر له” وإحياء ما وصفه بـ”خطاب توسعي قديم”، وذلك بعد تصريحات لوزير الخارجية الإثيوبي اتهم فيها أسمرا بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية.
وأوضح قبر مسقل، عبر منشورات على منصات التواصل أمس السبت، أن تصريحات الخارجية الإثيوبية “تفتقر إلى الأساس الواقعي”، معتبرا أنها محاولة للهروب من “حقائق تاريخية تشير بوضوح إلى أن جذور التوتر مصدرها إثيوبيا وليس إريتريا”، وفق تعبيره.
وأضاف الوزير الإريتري أن الحزب الحاكم في إثيوبيا يحاول إعادة تقديم “خطابه الحربي السابق” للرأي العام الدولي على أساس أنه الطرف المعتدى عليه، بينما يسعى بحسب قوله إلى خلق مبررات لدفع المنطقة نحو مواجهة جديدة.
وأشار إلى أن أديس أبابا خففت في الأسابيع الماضية من نبرة حديثها بشأن “السعي لانتزاع منفذ بحري بالقوة” ومشروعات النفوذ في البحر الأحمر، إلا أنه اعتبر هذا التحول “مناورة سياسية” لا تعكس مراجعة حقيقية، بل محاولة لتصوير أي تحرك عسكري محتمل كدفاع مشروع عن النفس.
وفي المقابل، رحب الائتلاف الوطني الديمقراطي الإريتري المعارض بتصريحات وزير الخارجية الإثيوبي، واعتبرها خطوة يمكن البناء عليها لإعادة رسم العلاقات بين البلدين على أسس أكثر استقرارا وتعاونا.
وقالت لجنة العلاقات الخارجية في الائتلاف إن تعزيز التواصل بين الشعبين قد يحد من التدخلات الخارجية التي غذت التوترات لعقود، ويضم الائتلاف عددا من القوى الإريترية المعارضة التي تنشط خارج البلاد.
وأكد وزير الخارجية الإثيوبي جيديون تيموثاوس، في منتدى للسياسة الخارجية بأديس أبابا، أن العلاقات مع إريتريا ما تزال من أبرز نقاط الاحتقان في القرن الإفريقي، مشيرا إلى أن اتفاق الجزائر لعام 2000 أنهى الحرب دون معالجة جذور الخلاف الحدودي، ما أبقى البلدين في “مرحلة بين الحرب والسلم”، على حد وصفه.
ورفض تيموثاوس الربط المباشر بين التوتر الحالي وطموحات بلاده البحرية، واعتبر هذا التفسير “تبسيطا غير دقيق”، قبل أن يجدد اتهام حكومته لأسمرا بالتدخل في الشأن الإثيوبي الداخلي والعمل مع أطراف تسعى لإضعاف استقرار البلاد.
وشهدت العلاقات بين البلدين حربا حدودية دامية بين عامي 1998 و2000 أودت بحياة عشرات الآلاف، ثم تحسنت العلاقات عام 2018 بعد وصول آبي أحمد إلى السلطة وتوقيعه اتفاق سلام مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، إلا أن التوتر عاد عام 2022 عقب انتهاء حرب إقليم تيغراي، كما تتهم أديس أبابا جارتها بدعم تشكيلات مسلحة مناهضة لها خصوصًا في إقليم أمهرة شمالي البلاد.
مصر.. الإجراءات الإثيوبية أدت إلى غرق أراضٍ في السودان ومصر
