كشفت محكمة سوسة عن فضيحة جديدة تهدد سلامة المستهلك التونسي، بعد إصدار أحكام بالسجن ثلاث سنوات على أربعة أشخاص بينهم طبيب بيطري ومسؤول بلدي، إثر ضبط خرفان مريضة ذبحت وبيعت في الأسواق داخل المسلخ البلدي.
وبحسب ما نقلته مصادر قضائية، أصدرت المحكمة أيضا غرامات مالية قدرها 70 ألف دينار على كل متهم، عقب تحقيقات كشفت عن خلل خطير في الرقابة البيطرية والإدارية داخل المسلخ.
وأكدت المعاينات أن الذبائح لم تكن تخضع للفحوص الضرورية، وأن بعض الخرفان التي جرى ذبحها كانت تحمل أعراضًا مرضية واضحة.
ووصفت الحادثة بأنها “جريمة في حق المستهلك”، ليست الأولى من نوعها في تونس، بل تأتي في سياق سلسلة متكررة من الفضائح الصحية التي طالت مسالخ وأسواقًا في عدة مدن، من صفاقس إلى المهدية، ومن الكاف إلى بنزرت، حيث تتكرر مشاهد الذبح العشوائي والتخزين في ظروف غير صحية وغياب المراقبة الفعلية.
ويرى مراقبون أن هذه القضايا تكشف عن ثغرات بنيوية في نظام الرقابة الغذائية، إذ غالبًا ما تقتصر العقوبات على أحكام قضائية لا تغيّر واقع الإهمال، بينما يدفع المواطن الثمن من صحته وثقته في مؤسسات الدولة.
والأخطر في هذه القضية، وفق مصادر ميدانية، أن بعض التجاوزات لا تُرتكب بدافع الحاجة أو الجهل، بل في إطار شبكات مصالح تمتد داخل البلديات والمسالخ والأسواق، حيث يتورط موظفون ومسؤولون محليون في تسهيل عمليات الذبح غير القانوني أو التغاضي عنها مقابل مكاسب مادية.
تونس تسرع وتيرة العودة الطوعية للمهاجرين
