02 أبريل 2025

أدان القضاء الجزائري الكاتب بوعلام صنصال بالسجن خمس سنوات وغرامة لاتهامه بالمساس بأمن الدولة، مما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين الجزائر وفرنسا بسبب تدخل باريس ومطالبها بإطلاق سراحه.

أصدرت محكمة جزائرية حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات وغرامة مالية تقدر بـ 500 ألف دينار جزائري (حوالي 3500 يورو) ضد الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال، بعد إدانته بتهم تتعلق بالمساس بأمن الدولة الجزائرية ووحدة الوطن.

وقد تم تقديمه للمحاكمة في الجزائر العاصمة بعد أن قضى حوالي خمسة أشهر في الحبس المؤقت بسبب تصريحات اعتبرت مثيرة للجدل حيث نسب جزءاً من الأراضي الجزائرية للمغرب.

هذا الحكم جاء في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية الفرنسية توتراً شديداً بسبب القضية.

وكانت هذه الأحداث قد دفعت وزراء وسياسيين في باريس إلى تنظيم وقفة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح صنصال، وتميزت بمشاركة وزير الداخلية الفرنسي الذي هدد باتخاذ إجراءات عقابية ضد الجزائر.

في المحاكمة، طالب وكيل الجمهورية بتوقيع عقوبة أشد تصل إلى عشر سنوات سجناً نافذاً مع غرامة مالية قدرها مليون دينار جزائري، مستنداً إلى تهم إضافية تشمل إهانة هيئة نظامية والإضرار بالاقتصاد الوطني.

خلال الجلسة، ظهر صنصال في صحة جيدة رغم قلق محاميه الفرنسي على حالته الصحية. ودافع عن نفسه مؤكداً أن تصريحاته لا تعدو كونها تعبيراً عن الرأي وأنه لم يقصد المساس بالمؤسسات الوطنية.

وقد جاءت إدانات صنصال لتزيد من تعقيد الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا، وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعرب عن أمله في أن يتعامل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بحكمة مع هذه القضية، مشدداً على ضرورة الإفراج عن صنصال لأسباب صحية وإنسانية.

وأشار ماكرون إلى أنه تواصل مع تبون بشأن هذا الأمر مؤكداً عدم ربط مصير صنصال بالقضايا الأخرى العالقة بين البلدين.

اعتقال صنصال، الذي حصل على الجنسية الفرنسية قبل شهور من توقيفه، كان بسبب تصريحات أدلى بها لقناة يمينية متطرفة شكك فيها في أحقية الجزائر لحدودها الحالية، مما أثار غضب السلطات الجزائرية التي وجهت له اتهامات بموجب مواد قانونية تعتبر تهديد أمن الدولة عملاً إرهابياً.

تصريحات ماكرون بشأن عدم شرف الجزائر إذا قامت بسجن كاتب أدت إلى تفاقم الأزمة، حيث رد الرئيس تبون بوصف الكاتب بالمجهول الهوية واتهمه بادعاءات زائفة حول ملكية أراض جزائرية.

يُذكر أن صنصال كان قد شغل منصباً حكومياً رفيعاً في الجزائر ويشتهر بمواقفه المثيرة للجدل تجاه ثوار الحرب التحريرية الجزائرية وتطرفه ضد الإسلام تحت شعار محاربة الإسلاماوية.

اقرأ المزيد