أديس أبابا صعدت لهجتها تجاه الخرطوم، محذرة رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، من تقديم أي دعم لجبهة تحرير شعب تيغراي أو الجيش الإريتري في حال اندلاع مواجهة عسكرية جديدة في شرق إثيوبيا.
ونقل موقع “ذي ريبورتر” الإثيوبي عن مصادر مطلعة أن وفدا رفيع المستوى برئاسة مدير المخابرات الإثيوبي، رضوان حسين، ومستشار رئيس الوزراء لشؤون شرق إفريقيا، غيتاشو رضا، سلم البرهان في بورتسودان رسالة رسمية من رئيس الوزراء آبي أحمد، تدعو السودان إلى التزام الحياد التام وعدم السماح باستخدام منطقة الفشقة كقاعدة لوجستية لأي طرف من أطراف الصراع.
وبحسب المصادر، لم يبد البرهان تجاوبا مع المطالب الإثيوبية، في وقت يحذر فيه مراقبون من أن التوترات الراهنة قد تدفع المنطقة نحو صراع إقليمي أوسع، خاصة مع اشتداد التوتر على الحدود السودانية الليبية في دارفور.
وتأتي الرسالة الإثيوبية وسط مخاوف متزايدة من تصعيد جديد في القرن الإفريقي، حيث يمثل السودان لاعبا محوريا بحكم موقعه الجغرافي على حدود التماس مع إريتريا وإقليم تيغراي.
ويرى محللون أن الخرطوم تراهن على مقاتلي تيغراي كقوة مساندة في حربها ضد قوات الدعم السريع، في خطوة تعتبرها أديس أبابا تهديدا مباشرا لأمنها القومي.
وتصاعد الخلاف السوداني الإثيوبي منذ اندلاع حرب تيغراي عام 2020، عندما عزز الجيش السوداني وجوده العسكري في منطقة الفشقة المتنازع عليها، وهي أرض زراعية خصبة يدّعي السودان تبعيتها له بموجب معاهدة 1902، فيما يستوطنها مزارعون إثيوبيون بدعم غير مباشر من حكومتهم.
وتشير تقارير إلى أن البرهان اتخذ سياسة مثيرة للجدل، تمثلت في منح الجنسية السودانية وحقوق الإقامة لأعضاء جبهة تحرير شعب تيغراي، تمهيدا لاستخدامهم في جبهات القتال داخل السودان، بما في ذلك الخرطوم ودارفور وكردفان، لتعويض الإنهاك الذي أصاب الجيش السوداني جراء الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.
اتهامات ل50 شركة إثيوبية باستنزاف ذهب جنوب السودان
