تستضيف العاصمة التركية أنقرة، غدا الأربعاء، الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة بين تركيا ومصر، في إطار مسار التطبيع المتسارع بين البلدين بعد عقد من الخلافات السياسية، ويترأس الاجتماع وزيرا الخارجية هاكان فيدان وبدر عبد العاطي بمشاركة وفود رفيعة المستوى من الجانبين.
وذكرت وزارة الخارجية التركية أن اللقاء يأتي ضمن التحضيرات لعقد الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، والمقرر انعقاده في القاهرة عام 2026 برئاسة كل من الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي.
وأشار بيان الوزارة إلى أن مجموعة التخطيط المشتركة، التي تأسست بموجب الاتفاق الموقع في 14 فبراير 2024، ستعمل على تنسيق الجهود السياسية والاقتصادية والدفاعية بين البلدين، إلى جانب متابعة تنفيذ التفاهمات المشتركة وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والنقل والاستثمار والصناعات الدفاعية، بهدف رفع حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات المقبلة.
وبحسب مصادر دبلوماسية تركية، سيبحث الاجتماع القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الوضع في غزة، حيث سيؤكد الجانبان على أهمية التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار وضرورة دعم الجهود الدولية لإعادة إعمار القطاع، مع الإشارة إلى استعداد تركيا للمساهمة في هذه العملية.
كما يتناول اللقاء الملفات السورية والليبية والسودانية، إذ سيجدد البلدان التزامهما بوحدة وسلامة أراضي سوريا وليبيا، ودعمهما للحوار كسبيل وحيد لإنهاء الصراع في السودان، إضافة إلى التأكيد على رؤية مشتركة لجعل شرق البحر المتوسط منطقة سلام واستقرار وازدهار.
وتشهد العلاقات بين أنقرة والقاهرة مرحلة من التقارب المتسارع خلال العامين الماضيين بعد فترة طويلة من الجمود السياسي منذ 2013، حيث تبادل البلدان الزيارات والاتصالات رفيعة المستوى، من بينها زيارة وزير الخارجية المصري إلى تركيا في فبراير الماضي، وزيارة الوزير التركي إلى القاهرة في أغسطس، ثم زيارة الرئيس أردوغان إلى شرم الشيخ في أكتوبر 2025.
وتعد مصر أكبر شريك تجاري لتركيا في القارة الإفريقية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما نحو 8.8 مليارات دولار في عام 2024، فيما يسعى الطرفان إلى مضاعفة هذا الرقم في ضوء التقارب السياسي الأخير وإعادة بناء الثقة المتبادلة.
ليبيا.. فضيحة تزوير وتوظيف أجنبي تهز وزارة العدل
