استطلاع رأي، كشف عن دعم شعبي واسع للحكم العسكري في مالي، حيث أبدى أكثر من 90% من المواطنين رضاهم عن أداء الرئيس الانتقالي العقيد أسيمي غويتا، في مؤشر يعكس تراجع الأولوية للمسار الديمقراطي مقابل تطلع شعبي إلى الاستقرار والأمن.
وأجرى الاستطلاع، مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية وذلك في إطار مشروع “مالي-ميتر”، وشمل أكثر من ألفي مشارك من مختلف أنحاء البلاد، مع استثناء إقليم كيدال نتيجة الظروف الأمنية التي حالت دون الوصول إليه، وأظهرت النتائج أن 71% من الماليين “راضون جدا” عن إدارة المرحلة الانتقالية، بينما عبّر 25% عن رضاهم “إلى حد ما”.
وفي السياق ذاته، أيد 92% من المستطلعة آراؤهم انضمام مالي إلى تحالف دول الساحل، ما يعكس توجها شعبيا نحو تعزيز التعاون الإقليمي، خاصة في ظل تصاعد التحديات الأمنية المشتركة التي تواجه دول غرب إفريقيا.
ورغم هذا التأييد الكبير، أظهرت نتائج الاستطلاع تراجعا ملحوظا في الاهتمام بالتحوّل الديمقراطي، إذ لم تعد استعادة المؤسسات المدنية على رأس أولويات المواطنين، مقارنة بالقضايا اليومية مثل الأمن والاقتصاد.
كما كشف الاستطلاع عن ضعف الوعي باتفاق السلام والمصالحة، حيث قال 61% من المشاركين إنهم يجهلون تفاصيله، فيما اعتبر 71% أنه “لم يعد ذا أهمية”، ما يطرح تساؤلات حول فعالية الاتفاق في ظل المتغيرات السياسية الراهنة.
وتأتي هذه المؤشرات في وقت تشهد فيه مالي تدهورًا في علاقاتها مع شركائها التقليديين، وعلى رأسهم فرنسا، وسط سياسة خارجية جديدة تتجه نحو تعزيز التحالفات الإقليمية، والانفكاك التدريجي عن النفوذ الغربي.
مالي تطلق خطة لإنشاء صناعة عسكرية وطنية
