05 ديسمبر 2025

شهدت مدن ليبية عدة خلال الأيام الماضية حملات مداهمة واعتقالات جماعية استهدفت مئات اللاجئين السودانيين، بينهم نساء وأطفال، ما أثار قلقا واسعا بشأن أوضاعهم الإنسانية في ظل الحرب المستمرة في السودان وصعوبة عودتهم إلى بلادهم.

وفي مدينة صبراتة غربي ليبيا، نفذت الأجهزة الأمنية مداهمات لمنازل تقطنها أسر سودانية، وأسفرت عن اعتقال العشرات ونقلهم إلى مراكز احتجاز تفتقر إلى أبسط مقومات الرعاية. وأكد شهود عيان أن الاعتقالات جاءت في أعقاب احتجاجات شعبية محلية ضد وجود الأجانب.

وفي طرابلس، طالت الحملة الأمنية حي غوط الشعال، حيث أغلقت الشرطة الطرق المؤدية إلى المنطقة واعتقلت سودانيين كانوا على متن سيارات أجرة وحافلات. وأفاد لاجئون بأن هذه الإجراءات أدت إلى حالة من الذعر بين الأسر، في وقت لجأ فيه بعض ملاك العقارات إلى طرد العائلات السودانية بحجة انتهاء صلاحية إقاماتهم.

بحسب شهادات بعض اللاجئين، يواجه المحتجزون سوء التغذية وغياب الرعاية الطبية، وسط مخاوف من الطرد والتشريد، وتؤكد منظمات حقوقية أن هذه الظروف تستدعي تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي لضمان حماية الفارين من النزاع في السودان.

وفي سياق متصل، أوضحت وزارة الداخلية الليبية في بيان مقتضب أن الحملة التي نُفذت في صبراتة استهدفت “مهاجرين غير نظاميين”، مؤكدة اتخاذ إجراءات قانونية ضد أصحاب العقارات الذين وفروا لهم السكن.

وفق آخر بيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تستضيف ليبيا نحو 357 ألف سوداني موزعين على عدة مناطق، أبرزها: الكفرة: 193 ألفا، طرابلس: 80 ألفا، الجفارة: 20,443، مصراتة: 7,248، الزاوية: 6,190، بنغازي: 10 آلاف.

وأكدت الجالية السودانية في ليبيا أن السفارة بالتعاون مع لجان محلية تمكنت من إطلاق سراح مئات المعتقلين خلال العام الجاري.

كما تلقت اللجنة الخاصة بالعودة الطوعية نحو 89 ألف طلب، غير أن إغلاق طريق المثلث الحدودي وتعقيدات العبور إلى مصر وتشاد تحول دون تنفيذ هذه العودة.

السودان .. مشهد جيوسياسي مضطرب

اقرأ المزيد