تستمر معاناة عشرات الأطباء والممرضين المصريين العاملين في ليبيا، بعدما حرموا من رواتبهم المستحقة لأكثر من عام ونصف، رغم تعاقدهم رسميا مع وزارة الصحة في حكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها.
ووفق شهادات العاملين، يبلغ عدد المتضررين أكثر من 65 طبيبا وممرضا، تم استقدامهم عبر شركات وسيطة في مصر مقابل مبالغ مالية كبيرة وصلت إلى 100 ألف جنيه للأطباء و50 ألفا للممرضين، مقابل وعود بوظائف مستقرة وأجور مجزية.
وفور وصولهم، وزعوا على مستشفيات في مختلف مناطق ليبيا، ليصطدموا بظروف عمل صعبة وتأخر الرواتب، مكتفين بسلف شهرية محدودة لا تغطي الاحتياجات الأساسية.
ورغم صدور القرار الحكومي رقم 272 لسنة 2025، الذي ينص على صرف مستحقاتهم المالية، إلا أن وزارة المالية في حكومة الدبيبة لم تنفذ القرار حتى الآن، ما دفع الكوادر الطبية إلى طرق أبواب عدة جهات، بينها وزارتي الصحة والمالية في ليبيا، والسفارة المصرية، ووزارة القوى العاملة في القاهرة، لكن دون استجابة عملية.
واضطر عدد من الأطباء للعمل في عيادات خاصة لساعات طويلة لتأمين نفقاتهم اليومية، فيما يكافح آخرون لتسديد إيجارات السكن وتكاليف تعليم أبنائهم، في ظل أوضاع وصفت بأنها “غير إنسانية”.
وتسلط الأزمة الضوء على هشاشة بيئة العمل للأجانب في القطاع الصحي الليبي، وضعف الآليات الحكومية لضمان حقوق المتعاقدين، الأمر الذي أضر بسمعة المؤسسات الصحية وزاد من حدة الانتقادات الموجهة لحكومة الدبيبة في ملف رعاية الكوادر الطبية.
ويواجه القطاع الطبي في ليبيا أزمة حادة نتيجة الانقسام السياسي المستمر وضعف البنية التحتية الصحية ونقص التمويل، مع إنفاق لا يتجاوز 3.9% من الناتج المحلي.
وتفاقمت الأوضاع بعد كوارث مثل فيضانات عاصفة دانيال والنزوح الداخلي، وزادت حدة الأزمة مع إغلاق السلطات لأنشطة منظمات إنسانية دولية، ما حرم آلاف المحتاجين من الرعاية الأساسية.
وتعاني المستشفيات من نقص المعدات والأدوية وهجرة الكوادر الطبية، بينما أطلقت الحكومة خطط إصلاح وطنية للرعاية الصحية الأولية وتحسين أنظمة الإحالة.
وتمتلك مصر أقل من تسعة أطباء لكل عشرة آلاف مواطن، بينما يبلغ المعدل العالمي 23 طبيبا لكل عشرة آلاف مواطن، وتعاني البلاد أيضا من عجز يقدر بنحو 75 ألف ممرض، وفقا للنقابة العامة للتمريض في مصر.
وتفاقمت أزمة هجرة الأطباء المصريين في السنوات الأخيرة، مع تكرار وقائع الاعتداء عليهم من قِبَل أهالي المرضى بسبب غياب الأمن، إلى جانب ضعف رواتبهم في المستشفيات الحكومية، حيث تقل عن الحد الأدنى للأجور البالغ سبعة آلاف جنيه (نحو 138 دولارا) شهريا.
أثارت الجدل.. مبادرة شعبية مصرية لنقل الغذاء إلى غزة عبر التيارات البحرية (فيديو)
