05 ديسمبر 2025

توثق دراسة حديثة عودة كائنات نادرة تُعرف بـ”أشباح الصحراء”، مثل القط الرملي وابن عرس المخطط. بعد اعتقاد اختفائها، أكد الباحثون وجودها في الجنوب الغربي الليبي، مما يسلط الضوء على قدرتها الفائقة على البقاء رغم الظروف القاسية.

في أعماق الصحراء الليبية، حيث تمتد الرمال الذهبية إلى ما لا نهاية، تعود “أشباح الصحراء” لتكتب فصلاً جديداً من أسرار الطبيعة. بعد عقود من الغموض، تمكّن فريق بحثي ليبي دولي من توثيق وجود كائنين نادرين هما القط الرملي وابن عرس المخطط الصحراوي، في اكتشاف علمي استثنائي.

تمكن الباحثون من رصد هذه الكائنات التي توصف بـ”أشباح الصحراء” بسبب قدرتها الفائقة على التخفي، حيث تتناغم ألوان فرائها مع الرمال، وتنشط ليلاً بعيداً عن حرارة النهار، تاركةً وراءها آثاراً خفيفة تختفي مع هبوب الرياح.

قاد الدكتور فراس حيدر، الباحث في جامعة سول بلاتجي بجنوب أفريقيا، فريقاً بحثياً وثق المشاهدات عبر صور وفيديوهات عالية الدقة، دون اللجوء إلى الوسائل التطفلية.

وقال حيدر: “تفاجأنا بتكرار المشاهدات في الجنوب الغربي الليبي، وهي منطقة لم تكن مصنفة ضمن نطاق انتشار هذه الكائنات”.

يمثل هذا الاكتشاف أول دليل مادي على وجود القط الرملي في ليبيا، بعد أن ظل وجوده محل شك منذ خمسينيات القرن الماضي.

كما يكشف أن ابن عرس المخطط الصحراوي أكثر قدرة على التكيف مع البيئات القاسية مما كان معتقداً.

رغم فرحة الاكتشاف، يحذر الباحثون من تهديدات تواجه هذه الكائنات، حيث يتم الاتجار بالقطط الرملية كحيوانات أليفة، واستخدام ابن عرس في الطب التقليدي، ويدعو الفريق إلى إجراءات عاجلة تشمل:

– مسوحات ميدانية شاملة
– حملات توعية للمجتمعات المحلية
– إنشاء قاعدة بيانات وطنية

يختتم الدكتور حيدر برسالة مؤثرة: “هذه الكائنات تذكرنا بأن الحياة تستمر حتى في أكثر الأماكن قسوة، وأن حمايتها مسؤولية مشتركة بين العلماء والمجتمع”.

تركيا تجلي مواطنيها من طرابلس بعد تصاعد العنف ودعوات لهدنة عاجلة

اقرأ المزيد