في تصعيد إنساني جديد يعكس عمق المأساة التي خلفتها الحرب المستمرة في السودان، ناشدت عائلات المعتقلين والمفقودين من عناصر القوات النظامية والمدنيين اللجنة الدولية للصليب الأحمر التدخل العاجل لكشف مصير ذويهم، داعية رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى تبنّي مبادرة رسمية لتبادل الأسرى بالتنسيق مع المنظمات الدولية.
وجاء في رسالة وجهتها العائلات إلى رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريك إيغر، أن أكثر من عامين من الغموض والصمت يثقلان كاهل مئات الأسر التي تجهل مصير أحبائها، مطالبة بتحديد أماكن الاحتجاز، وتوثيق الحالة الصحية للمحتجزين، وتمكينهم من التواصل مع عائلاتهم، لا سيما في ظل تقارير عن تدهور الأوضاع الصحية والنفسية لكثيرين منهم، بينهم أطفال ونساء ومسنون.
وأكدت العائلات في بيانها استعدادها الكامل لتقديم قوائم تفصيلية بأسماء المفقودين، وسجلاتهم الطبية، وكل ما قد يعين الصليب الأحمر في تنفيذ مهمته الإنسانية، في وقت تشير فيه المعلومات إلى أن قوات “الدعم السريع” نقلت المئات، بمن فيهم عسكريون وضباط متقاعدون ومدنيون، إلى سجون في إقليم دارفور بعد احتجازهم سابقا في الخرطوم.
وتقول العائلات إن مصير هؤلاء يلفه الغموض، وسط ما تصفه بظروف احتجاز غير إنسانية، في غياب أي قناة تواصل مع العالم الخارجي. وتضيف: “نعيش منذ أكثر من عامين على وقع الخوف والقلق، لا نعلم إن كانوا أحياء، أو جرحى، أو وقعوا ضحية الإهمال أو التعذيب”.
وفي خطوة موازية، وجهت أسر المعتقلين في 26 يوليو الماضي مذكرة رسمية إلى قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، تحثه على إعلان دعم واضح لمبادرة تبادل الأسرى، وتسهيل عمل المنظمات الدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عبر تشكيل لجنة وطنية تُعنى بملف الأسرى والمفقودين، والدعوة إلى تعاون صريح من قوات “الدعم السريع” للكشف عن قوائم المحتجزين وضمان تواصلهم مع أسرهم.
وتشير التقديرات إلى أن عدد المفقودين في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 يتجاوز 50,000 شخص، وفقا لمنظمات حقوقية محلية.
وثق الصليب الأحمر الدولي نحو 8,000 حالة مفقود خلال عام 2024، وتحذر المنظمات من أن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير بسبب ضعف التوثيق، حيث رصدت مبادرة محلية نحو 990 حالة اختفاء قسري خلال عام واحد، معظمهم من الشباب.
ويعزى ارتفاع عدد المفقودين إلى المعارك في الخرطوم ودارفور وسنار ومناطق أخرى، وتشير تقارير إلى أن جماعات مسلحة وقوات نظامية متورطة في العديد من حالات الاختفاء.
منظمة الهجرة الدولية: 86% من الأسر السودانية تواجه صعوبات في تأمين احتياجاتها الأساسية
