في تحدي جديد يواجه الأمن الغذائي، تشهد مناطق الجنوب الليبي اجتياح أسراب الجراد الصحراوي، مما يلقي بظلال القلق على القطاع الزراعي، وفقا للمركز الليبي لأبحاث الصحراء وتنمية المجتمعات الصحراوية، فإن هذه الأسراب ألحقت أضرارا بالغة بالمحاصيل الزراعية والغطاء النباتي.
ويعاني الجنوب من نقص في الإمكانيات والتجهيزات اللازمة لمكافحة الجراد، حيث يتم الاعتماد على وسائل محدودة مثل سيارات الرش الصغيرة، التي تكافح لمواجهة الأعداد الضخمة من الجراد الذي يدخل حاليا مرحلة التزاوج ووضع البيض.
وحذر الناطق باسم اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد، حسين البريكي، من أن الأزمة قد تتفاقم إذا لم تُتخذ إجراءات سريعة وفعالة.
وفي هذا السياق، عقد رئيس لجنة إعادة تنظيم الجنوب، اللواء جمال العمامي، اجتماعا طارئا لوضع خطة شاملة لمواجهة هذا التهديد، أُعلن خلاله عن تشكيل غرفة طوارئ خاصة بمكافحة الجراد.
وتأتي هذه التحديات في وقت حرج حيث أشارت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” إلى أن الجراد الصحراوي يمثل واحدا من أخطر الآفات التي تهدد الإنتاج الزراعي عالميا، نظرا لقدرته الكبيرة على التكاثر في ظروف مناخية متنوعة، وقدرة كيلومتر مربع واحد من الأسراب على استهلاك كمية الطعام التي تكفي 35 ألف شخص في يوم واحد.
واجتاحت أسراب الجراد الإفريقي مناطق جنوب ليبيا في أكتوبر 2024، ما أدى إلى تدمير نحو مليوني شجرة نخيل، مهددةً الأمن الغذائي في البلاد.